للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العاربة، ويقال لهم أيضا العرب العرباء؛ وكان ذو القرنين تبّعا متوّجا، ولمّا ولي الملك تجبّر، ثم تواضع للّه واجتمع بالخضر (١).

وقد غلط من ظنّ أنّ الإسكندر بن فليبش هو ذو القرنين الذي بنى السّدّ، فإنّ لفظة «ذو» عربية، وذو القرنين من ألقاب العرب ملوك اليمن، وذاك رومي يوناني (٢).

قال أبو جعفر الطّبريّ: كان الخضر في أيام أفريدون الملك بن أثفيان (a) (٣) في قول عامّة علماء أهل الكتاب الأول، وقبل موسى بن عمران . وقيل إنّه كان على مقدّمة ذي القرنين الأكبر الذي كان على أيّام إبراهيم الخليل وأنّ الخضر بلغ مع ذي القرنين أيّام مسيره في البلاد نهر الحياة فشرب من مائه وهو لا يعلم به ذو القرنين ولا من معه، فخلّد، وهو حيّ عندهم إلى الآن (٣).

وقال آخرون: إنّ ذا القرنين الذي كان على عهد إبراهيم الخليل هو أفريدون ابن أثفيان (a)، وعلى مقدّمته كان الخضر (٤).

وقال أبو محمد عبد الملك بن هشام في كتاب «التّيجان في معرفة ملوك الأزمان» (b) بعد ما ذكر نسب ذي القرنين الذي ذكرناه: وكان تبّعا متوّجا، لمّا ولي الملك تجبّر، ثم تواضع واجتمع بالخضر ببيت المقدس، وسار معه مشارق الأرض ومغاربها، وأوتي من كلّ شيء سببا كما أخبر اللّه تعالى، وبنى السّدّ على يأجوج ومأجوج، ومات بالعراق (٥).

فأمّا الإسكندر فإنّه يونانيّ، ويعرف بالإسكندر المجدوني.


(a) بولاق: الضحاك وهو الاسم العربي له.
(b) بولاق: الزمان. عاد ذي شدد بن عامر بن الملطاط بن سكسك بن وائل بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود بن عامر ابن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح (التيجان ٨١ - ٨٢).
(١) عن ابن هشام: التيجان ٨٢ ملخصا.
(٢) قارن عن ذي القرنين، المسعودي: مروج الذهب ٨: ٢ - ٩؛ البيروني: الآثار الباقية ٣٦ - ٤٢؛ الهمداني: الإكليل Montgomery Watt، W.، El ٢? art.Iskandar.IV، p. ١٣٣
(٣) ذكر الطبري أن بيوراسب المعروف بالازدهاق هو الذي تسميه العرب الضّحّاك (تاريخ ١٩٤: ١)، وأضاف أن أفريدون تزعم الفرس أن له عشرة آباء كلهم يسمى أثفيان وأنه من ولد جم شاذ الملك الذي قتله الازدهاق (أي الضحّاك) (تاريخ ٢١٢: ١).
(٤) الطبري: تاريخ الرسل والملوك ٣٦٥: ١.
(٥) ابن هشام: التيجان ٨٢ - ٩٥ رواية طويلة أوجزها المقريزي في هذه العبارة.