للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرجز]

تسألني عن السّنين كم لي … فقلت لو عمّرت عمر الحسل

أو عمر نوح زمن الفطحل

وفي رواية:

[الرجز]

لو أنّني أوتيت علم الحكل … علم سليمان كلام النّمل

وعشت دهرا زمن الفطحل … أيام كان الصّخر مثل الوحل

ليت رهن هرم أو قتل (a)

وقال آخر: زمن الفطحل: إذ السّلام يطاب (b)؛ وعندهم أنّ زمن الفطحل زمان كان بعد الطّوفان عظم فيه الخصب وحسنت أحوال أهله. وقال بعضهم: زمن الفطحل زمن لم يخلق (c) بعد. وقوله: «علم الحكل»، الحكل ما لا يسمع صوته من الحيوان.

هذا الرّجز لرؤبة بن العجّاج بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كثيف بن حىّ بن بكر بن ربيعة بن سعد بن مالك بن زيد مناة بن تميم. وذلك أنّه ورد ماء لعكل فرأى فتاة فأعجبته فخطبها، فقالت: أرى سنّا، فهل من مال؟ قال: نعم، قطعة من إبل؛ قالت: فهل من ورق؟ قال: لا؛ قالت: يا آل عكل أكبرا وإمعارا! فقال رؤبة (١):

[الرجز]

لمّا ازدرت قدري وقلّة إبلي … تألّقت واتّصلت بعكل

خطبي وهزّت رأسها تستبلي … تسألني عن السّنين كم لي

فقلت لو عمّرت عمر الحسل … أو عمر نوح زمن الفطحل

والصّخر مبتل كطين الوحل … صرت رهين هرم أو قتل

وفي رواية:

[الرجز]

لو أنّني أوتيت علم الحكل … علم سليمان كلام النّمل


(a) ورد هذا الرجز في بولاق بطريقة مشوّهة.
(b) بولاق: رطاب.
(c) بولاق: يخلف. تاج العروس ٦٤: ٨.
(١) مجموع أشعار العرب وهو مشتمل على ديوان رؤبة بن العجاج، اعتنى بتصحيحه وترتيبه وليم بن الورد، برلين ١٩٠٣، ١٢٨، وهي من أبيات يمدح فيها ابن العمرين.