وقال (١) في كتاب «سيرة المعزّ لدين اللّه معدّ»: ولستّ عشرة بقيت من المحرّم سنة ثلاث وستين وثلاث مائة، قلّد المعزّ لدين اللّه الخراج ووجوه الأموال وغير ذلك، يعقوب بن كلّس وعسلوج ابن الحسن، وجلسا غد (a) هذا اليوم في دار الإمارة في جامع ابن طولون للنّداء على الضّياع وسائر وجوه الأموال، وحضر الناس للقبالات، وطلبوا البقايا من الأموال ممّا على المالكين والمتقبّلين والعمّال (٢).
وقال جامع «سيرة الوزير النّاصر للدين الحسن بن عليّ اليازوري»(٣): وأراد أن يعرف قدر ارتفاع الدولة (٤)، وما عليها من النّفقات، ليقايس بينهما، فتقدّم إلى أصحاب الدّواوين بأن يعمل كلّ منهم ارتفاع ما يجري في ديوانه، وما عليه من النّفقات، فعمل ذلك وسلّمه إلى متولّي ديوان المجلس - وهو زمام الدّواوين - فنظّم عليه عملا جامعا وأحضره إيّاه. فرأى ارتفاع الدّولة ألفي ألف دينار: منها الشّام ألف ألف دينار، و (b)) نفقاته بإزاء ارتفاعه، ومنها الرّيف وباقي الدّولة ألف ألف دينار (b) (٥)، يقف منها عن معلول ومنكسر عن موتى وهرّاب ومفقود مائتا ألف دينار، ويبقى ثمان مائة ألف دينار يصرف منها للرجال عن واجباتهم وكساويهم ثلاث مائة ألف دينار، وعن ثمن
(a) بولاق: في. (b-b)) ساقطة من الأصل انتقال نظر. (١) أي ابن زولاق. (٢) ابن ميسر: أخبار مصر ١٦٣؛ المقريزي: اتعاظ الحنفا ١٤٤: ١ - ١٤٥؛ وفيما يلي ٥: ٢ - ٦، ٢٦٩. (٣) انظر دراسة المصادر في المقدمة، وعن الوزير الفاطمي أبي محمد الحسن بن علي بن عبد الرحمن اليازوري الذي تولى رتبة الوزارة وكذلك رتبتي قاضي القضاة وداعي الدعاة للخليفة المستنصر باللّه الفاطمي (٤٤٢ - ٤٥٠ هـ/ ١٠٥٠ - ١٠٥٨ م) راجع، ابن الصيرفي: الإشارة إلى من نال الوزارة ٧٣ - ٨١؛ ابن ميسر: أخبار مصر ١٦ - ١٨؛ النويري: نهاية الأرب ٢٢١: ٢٨ - ٢٢٤؛ المقريزي: المقفى الكبير ٣٦٦: ٣ - ٤٠٨ (ترجمة مفصلة)، اتعاظ الحنفا ١٩٧: ٢؛ ابن حجر: رفع الإصر ١٢٩ - ١٣٤؛ Wiet، G.، RCEA؛ n ٠? ٢٦١٠ - ١٢ وعن ملابسات مقتل الوزير اليازوري راجع، Brett، M. «The Execution of al-Ya? zu? ri» in Egypt and Syria in the Fatimid، Ayyubid and Mamluk Era (edited by Vermulen & De Smet)، Peeters- Leuven ١٩٩٥، II، pp. ١٥ - ٢٧، وورد اسم هذا الوزير في كل المواضع في طبعة بولاق: البازوري بالباء وصواب ضبط اسمه اليازوري نسبة إلى قرية يازور من أعمال الرّملة بفلسطين. (٤) الارتفاع. هو الضريبة الأساسية (الخراج) فيما يتعلّق بالأراضي الزراعية، وينقسم الارتفاع - في طريقة الدفع - إلى نوعين: «المستخرج عينا» و «المتحصّل غلالا». ويسمى المتحصّل غلالا عادة «خراج المناجزة» وأحيانا «خراج المشاطرة»؛ أمّا ما يدفع عينا فينقسم إلى ثلاثة أنواع: المال الهلالي والمراعي والمال الخراجي (النابلسي: تاريخ الفيوم وبلاده ١١٦ - ١١٧؛ Cahen، Cl.، «Le regime des impo? ts dans le Fayyum Ayyubide»، Arabica III، pp. ١٣ - ١٧ (١٩٥٦)؛ وانظر فيما يلي ٢٧٨). (٥) فيما يلي ٢٦٨.