الرّحمة. وعرف هذا المسجد بأبي تراب/ الصّوّاف، وكيل الجهة التي بنت الأندلس (a) ورباطه ومشهد رقيّة (b). وهذا أبو تراب تولّى بناءه (١)، وكان يقوم بخدمته الشّيخ نسيم.
مخطّط مشهد السّيّدة رقيّة (عن (Creswell
وأبو تراب هو الذي أخرج إليه ولد الآمر في ققّة من خوص فيها حوائج طبيخ من كرّاث وبصل وجزر، وهو طفل في القماط، في أسفل القفّة والحوائج فوقه، ووصل به إلى القرافة، وأرضعته المرضعة بهذا المسجد، وخفي أمره عن الحافظ حتى كبر وصار يسمّى قفيفة. فلمّا حان نفعه، نمّ عليه أبو عبد اللّه الحسين بن أبي الفضل عبد اللّه بن الحسين الجوهري الواعظ، بعد ما مات الشّيخ أبو تراب، عند الحافظ. فأخذ الصّبي وفصده فمات، وخلع على ابن الجوهري، ثم
(a) بولاق: مسجد الأندلس. (b) بولاق: مسجد رقية. (١) ذكر ابن الزّيات أنّه يوجد بالحومة قبر مكتوب عليه: «أبو تميم تراب الحافظي جدّ بني تراب … وهو الذي بنى للحافظ مشهد رقيّة». (الكواكب السّيّارة ١٠: ١٧٨). وما زال مشهد السّيّدّة رقيّة، وهو أحد مشاهد الرّؤية، موجودا في شارع الخليفة بجوار مشهدي عاتكة والجعفري، وهو مسجل بالآثار برقم ٢٧٣، ويوجد على الضّريح الموجود بالمشهد كتابة تاريخية تؤكد ما ذكره المقريزي، نصّها: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم - سورة الإخلاص - هذا ضريح السّيّدة رقيّة بنت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه وعلى الأئمة من عترته أجمعين، وصلى اللّه على سيدنا محمد خاتم النبيين. بسم اللّه الرّحمن الرّحيم - الآيات ٣٣، ٥١ - ٥٤ سورة الأحزاب - ممّا أمر بعمل هذا الضّريح المبارك الجهة الكريمة الآمرية التي يقوم بخدمتها القاضي مكنون الحافظي على يد السني أبو [كذا] تراب حيدرة بن أبي الفتح، فرحم اللّه من ترحّم عليه، في سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة». وراجع كذلك، ابن الزيات: الكواكب السيارة ١٧٨، ١٨: ١٨٤؛ ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ٩٣ - ٩٤؛ السخاوي: تحفة الأحباب ١٢٠ - ١٢٣؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٨٧: ٢ - ١٨٨، ٥٦: ٦؛ Wiet، G.، CIA Egypte، II، pp. ١٩٥ - ٢٠٧; Creswell، K.A.C.،؛ MAE I، pp. ٢٤٧ - ٥١ زكي محمد حسن: كنوز الفاطميين ٢٢٠ - ٢٢١؛ أحمد فكري: مساجد القاهرة ١٠٣: ١ - ١٠٩؛ سعاد ماهر: مساجد مصر ١٢٦: ٢ - ١٣٠؛ Ragib، Y.، «Les mausolees fatimdes du