للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسفارة الأمير علم الدّين سنجر الشّجاعي مدبّر الممالك، ورسم بعمارتها مارستانا وقبّة ومدرسة، فتولّى الشّجاعيّ أمر العمارة، وأظهر من الاهتمام والاحتفال ما لم يسمع بمثله، حتى تمّ الغرض في أسرع مدّة وهي أحد عشر شهرا وأيّام. وكان ذرع هذه الدّار عشرة آلاف وستّ مائة ذراع (١).

وخلّفت ستّ الملك بها ثمانية آلاف جارية، وذخائر جليلة منها قطعة ياقوت أحمر زنتها عشرة مثاقيل (٢)، (a) وعرفت هذه الدّار بالأمير فخر الدّين جهاركس وموسك في أيّام الغزّ، والمسجد الذي على بابها يعرف بموسك فيه تصدير للقرآن (a).

وكان الشّروع في بنائها مارستانا أوّل ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وستّ مائة. وكان سبب بنائه أنّ الملك المنصور لمّا توجّه وهو أمير إلى غزاة الرّوم، في أيّام الظّاهر بيبرس سنة خمس وسبعين وستّ مائة، أصابه بدمشق قولنج عظيم، فعالجه الأطبّاء بأدوية أخذت له من مارستان نور الدّين الشّهيد فبرأ، وركب حتى شاهد المارستان فأعجب به، ونذر إن آتاه اللّه الملك أن يبني مارستانا. (٣) (a) وقال في كتاب «سيرة الملك المنصور قلاوون»، ومنه لخّصت (a): فلمّا تسلطن، أخذ في عمل ذلك، فوقع الاختيار على الدّار القطبيّة، وعوّض أهلها عنها قصر الزّمرّد. وولي الأمير علم


(a) (a-a) إضافة من المسوّدة.
(١) راجع، ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ٦٠ - ٦١، تشريف الأيام والعصور ٥٥ - ٥٧، ١٢٦ - ١٢٩؛ بيبرس الدوادار ٢٤٨ - ٢٥٠؛ شافع بن علي: الفضل المأثور ١٦٦ - ١٧٠؛ النويري: نهاية الأرب ١٠٦: ٣١ - ١١٠؛ ابن الفرات: تاريخ الدول والملوك ٢٣٨: ٧؛ المقريزي: السلوك ٧١٦: ١ - ٧١٧، ٧٢٥؛ العيني: عقد الجمان ٣٠٨: ٢؛ أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ٣٢٦: ٧ - ٣٢٧؛ ابن إياس: بدائع الزهور ٣٥٣: ١/ ١ - ٣٥٤، أحمد عيسى: تاريخ البيمارستانات في الإسلام ٨٣ - ١٧١؛ Herz، M.، «Un bassin en mosaique de marbre en Maristan al-Mansouri (Kalaoun)»، CR de Comite XXVIII (١٩١٠)، pp. ١٤١ - ٤٧; Creswell، K.A.C.، MAE II،؛ pp. ٢٠٤ - ١١ محمد محمد أمين: الأوقاف والحياة الاجتماعية في مصر ١٥٧ - ١٧٣؛ حياة ناصر الحجي: «البيمارستان المنصوري منذ تأسيسه وحتى نهاية القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي»، المجلة العربية للعلوم الإنسانية - جامعة الكويت ٢٩/ ٨ (١٩٨٨)؛ محمد حمزة الحداد: السلطان المنصور قلاوون ١٢١ - ١٣٩؛ Northrup، L.
S.، From Slave to Sultan، pp. ١١٩ - ٢٠; id.، «Qalawun's Patronage of the Medical Sciences in Thirteenth-Century Egypt»، MSR I (١٩٩٧)، pp. ١١٩ - ٤٠.
(٢) الرشيد بن الزبير: الذخائر والتحف ٢٤٠، والقصّة عنده لا تتعلّق بستّ الملك أخت الحاكم بأمر اللّه وإنّما بابنته ستّ مصر المتوفاه في مستهل جمادى الآخرة سنة ٤٥٥ هـ/ ١٠٦٣ م. وجاء الخبر في المسوّدة مسبوقا بقوله: «ورأيت في كتاب «الذّخائر» أنّها خلّفت … ».
(٣) يتّفق هذا التّلخيص مع ما ورد في كتاب «الفضل المأثور من سيرة الملك المنصور» لشافع بن علي.