قامت المماليك عليه، وقتل في سنة ثمان وسبعين وسبع مائة وكان ذلك قبل فراغها، وغلّقت وسدّ [ت] أبوابها ولم تكمل إلى الآن.
ومن الاتّفاق العجيب في أمر هذه المدرسة أنّ السّلطان الملك الأشرف - رحمه اللّه تعالى - كان قد أرسل إلى الشّام وأمر بعمل شبابيك المدرسة المذكورة وأبواب وسلاسل وتنانير وآلات الوقود وغير ذلك، فعمل ذلك جميعه وأرسل ذلك إلى القاهرة فجعل في حاصل إلى جانب المدرسة إلى أن تكمل ويجعل ذلك بها، فاتّفق أن [٩٥ V] وقعت النار في ذلك واحترق جميعه وذلك قبل سفر السّلطان إلى الحجاز، فتطيّر الناس له من ذلك وعلموا أنّ هذه المدرسة أمرها لا يتمّ وكذلك السّفر المذكور، فسبحان الفعّال لما يريد (١).
قال كاتبه: وفي سنة إحدى عشرة وثمان مائة نقض الأمير الوزير المشير جمال الدّين يوسف الأستادّار بعض ما كان بها من الرّخام الذي كان على أبواب القاعات الأربعة، وعمل بعضه في ظاهر السّبيل الذي بناه للملك الناصر فرج تجاه باب زويلة (٢)، واشترى من حاجي بن الأشرف ما
= أشرفت على الفراغ، وأبطل هذا اللقب من متولي مشيخة خانكاه سرياقوس. (المقريزي: السلوك ٢٧٣: ٣ - ٢٧٤؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٧٠: ١١؛ وفيما يلي ٧٢٨ - ٧٢٩، ٧٦٨). (١) ابن إياس: بدائع الزهور ١٧٠: ٢/ ١. (٢) سبيل الناصر فرج. ملاصق لزاوية الناصر فرج المعروفة بالدّهيشة الواقعة عند تقاطع شارعي تحت الرّبع وقصبة رضوان أمام باب زويلة، ومسجل بالآثار برقم ٢٠٣. ووصفته حجّة وقف السّلطان فرج بن برقوق بأنّه «خارج بابي زويلة برأس سوق الفكّاهين بالقرب من الجامع الصّالحي برأس الشّارع الأعظم المقابلة لباب زويلة المذكور». والسّبيل مجاور لباب الزّاوية عبارة عن «رواق مربّع مفروش الأرض بأصناف الرّخام الملوّن النفيس المثمّن بوزرة دايرة، بها ألواح كبار من نفيس الرّخام من السّمّاقي والزّرزوري والمرسيني والشّحم واللحم وغير ذلك. وبه على اليمنة شاذروان مذهّب بسلسبيل مذهّب، يعلوه قوصرة معقودة بدق الرّخام الملوّن والفصوص الملوّنة والتحاسين المدهشة والعروق الخطامي، بها عدّة من السّباع المعمولة من النحاس المموّه بالذّهب المعمولة برسم نزول الماء إلى الشّاذروان» «وبسفل ذلك وما جاوره بناء الصّهريج المبني في تخوم الأرض بالطوب الآجز والمونة المحكمة المعدّ لاستقرار الماء به». Lamei Mostafa، S.،) Moschee des Farag ibn Barquq in Kairo، pp. ٤٥ - . (٤٩ والرّخام الوارد ذكره في هذا الوصف هو الرّخام الذي نقضه الوزير جمال الدّين يوسف الأستادّار من المدرسة الأشرفيّة والذي يشير إليه نصّ المقريزي. ويوجد أعلى شبّاك السّبيل المغشّى بحجاب من المصبّعات النحاسية لوح من الخشب مكتوب عليه: «أمر بإنشاء هذا السّبيل المبارك سيّدنا ومولانا السّلطان الملك الناصر فرج بن برقوق عزّ نصره» ولا يحمل هذا النقش، أو غيره من نقوش الزّاوية، أيّة تواريخ، ولكن بما أنّ جمال الدّين الأستادّار هو الذي تولّى بناءها، وأنّه توفي في مطلع سنة ٨١٢ هـ/ ١٤٠٩ م، فيكون تاريخ بناء هذه الزّاوية والسّبيل الملحق بها قبل هذا التاريخ. وكانت زاوية وسبيل الناصر فرج بن برقوق (زاوية -