للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الأمير ركن الدّين المذكور من أكابر مماليك [٩٤ V] السّلطان الملك المنصور قلاوون وولّي الدّوادارية وأعطي إمرة مائة وتقدمة ألف، ثم ولّي نيابة السّلطنة بالدّيار المصرية بعد عزل الأمير بكتمر الجوكندار في سنة (a) وسبع مائة في الأيّام الناصرية محمد بن قلاوون، ثم قبض عليه واعتقل، ثم أفرج عنه واستمرّ أميرا كبيرا يجلس بالإيوان رأس الميسرة، وبقي كذلك إلى أن توفّي في رمضان سنة خمس وعشرين وسبع مائة عن ثمانين سنة، ودفن بالمدرسة المذكورة (١).

وصنّف تاريخا كبيرا مشهورا به (٢) أعانه عليه كاتبه ابن كبر النصراني (٣). وكان حنفيّا أجيز بالفتوى والتّدريس يلازم الصّلاة مع الجماعة ويحيى أكثر ليله بالتّهجّد ويقضي نهاره بسماع الحديث النبوي والبحث في العلم، ويخرج زكاة ماله وعشور غلاله، وحجّ.

وكان لا يسيغ غيبة ولا يرى بالوقيعة في أحد، ذا عفّة وديانة، ووقف سائر أملاكه على جهات برّ، .


(a) بياض في المسوّدة. - صاحب المدرسة الدّوادارية بخطّ سويقة العزّي خارج القاهرة. (النجوم الزاهرة ٢٦٣: ٩).
وذكر محمد بك رمزي أنّ محمد بن محمد الأسكوبي المعروف بألتي برمق (أي ذي السّتّ أصابع)، المتوفى سنة ١٠٣٣ هـ/ ١٦٣٤ م، ذكر صاحب «خلاصة الأثر» أنّه دفن تحت محراب المدرسة الدّاودارية، (ولم أقف على ذلك في ترجمته الواردة في خلاصة الأثر ١٧٤: ٤)؛ ثم أضاف أنّه لمّا زار المسجد المعروف بألتي برمق (الواقع في شارع الغندور المتفرّع من شارع سوق السّلاح والمسجّل في الآثار برقم ١٢٦)، وجد بأعلى محرابه كتابة باللغة التركية تفيد أنّ ألتي برمق مدفون تحت محراب هذا الجامع. وبذلك يكون جامع ألتي برمق قد حلّ محلّ المدرسة الدّوادارية. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٦٣: ٩ هـ ١).
(١) راجع ترجمة بيبرس الدّوادار عند، النويري: نهاية الأرب ١٨٣: ٣٣ - ١٨٤؛ الصفدي: أعيان العصر ٧٩: ٢ - ٨٠، الوافي بالوفيات ٣٥٢: ١٠؛ وابن حبيب: تذكرة النبيه ١٥٨: ٢؛ المقريزي: السلوك ٢٦٩: ٢، المقفى الكبير ٥٣١: ٢ - ٥٣٤؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٤٣: ٢؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٦٣: ٩ - ٢٦٤، المنهل الصافي
(٢) هو التاريخ المعروف ب «زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة»، ويقع في نحو خمسة وعشرين مجلّدا، نشر منه الجزء الذي يبدأ بذكر بداية الدّولة التركية بالديار المصرية وينتهي بحوادث سنة ٧٠٩ هـ، مرّتين: الأولى بتحقيق زبيدة محمد عطا (بيروت ١٩٧٦، القاهرة ٢٠٠١)، والثانية بتحقيق دونالد س. ريتشاردز، في بيروت سنة ١٩٩٨.
(٣) الشيخ المؤتمن شمس الرّياسة بن الشيخ الأسعد أبي البركات بن كبر، المتوفى سنة ٧٢٤ هـ/ ١٣٢٤ م.
Atiya،). (A.S.، CE art.Ibn Kabar IV، pp. ١٢٦٧ - ٦٨