للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصلحتها. ولكني أنا جرّبت الأمرين جميعا فلم أجده يفعل ولا واحدا منهما، ففكّرت أني أدنيه من رأس صاحب الصّداع (a) والحيوان و (b) هو حيّ، لأنّني ظننت أنّه على هذه الحال يكون دواء يمكن أن يسكّن الصّداع بمنزلة الأدوية الأخر (c) [التي تحدر الحمّى] (d)، فوجدته ينفع ما دام حيّا.

قال ديسقوريدس (١): هو سمكة بحرية مخدّرة إذا وضعت على الرأس الذي عرض له الصّداع المزمن سكّن شدّة وجعه، وإذا احتمله ذو المقعدة التي تبرز إلى خارج أصلحها. وقال يونس (e):

الزّيت الذي يطبخ فيه يسكّن أوجاع المفاصل الحرّيفة إذا دهنت به. قال ابن البيطار: رأيت بساحل مدينة مالقة من بلاد الأندلس سمكة عريضة، لون ظاهرها لون رعّاد مصر سواء، وباطنها أبيض، وفعلها في تخدير ماسكها كفعل رعّاد مصر أو أشدّ، إلاّ إنّها لا تؤكل ألبتّة (٢).


(a) بولاق: المصدوع.
(b) بولاق: ما.
(c) ساقطة من بولاق.
(d) إضافة من ابن البيطار.
(e) ابن البيطار: بولس. في الأندلس ودراسته لمؤلفات ديسقوريدس وجالينوس. رحل في طلب العلم في رحلة طويلة زار خلالها كلاّ من الشمال الإفريقي واليونان وآسيا الصغرى وبلاد فارس والعراق والشام ومصر حيث حظي بمنزلة عظيمة عند سلطانها الملك الكامل محمد الأيوبي الذي ألحقه بخدمته و «جعله في الديار المصرية رئيسا على سائر العشّابين وأصحاب البسطات» (ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء ١٣٣: ٢)، كما اتصل بابنه الملك الصالح نجم الدين أيوب. وتوفي في دمشق فجأة في شعبان سنة ٦٤٦ هـ/ نوفمبر ١٢٤٨ م. وأهم مؤلفاته كتاب «الجامع لمفردات الأدوية والأغذية» و «المغني في الأدوية المفردة» و «تفسير كتاب دياسقوريدس في الأدوية المفردة». (راجع ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء ١٣٣: ٢؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ٢٥٦: ٢٣ - ٢٥٧؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٥١: ١٧ - ٥٢؛ المقري: نفح الطيب ٦٩١: ٢ - ٦٩٢؛ Brockelmann، C.، GAL I، pp. ٦٤٧ - ٤٨; S I، pp.
٨٩٦ - ٩٧; Vernet، J.، El ٢? art.Ibn al-Ba? ti? r III، pp.
؛ ٧٥٩ - ٦٠ ومقدمة إبراهيم بن مراد لكتاب تفسير كتاب دياسقوريدوس في الأدوية المفردة لابن البيطار، تونس - بيت الحكمة ١٩٩٠، ١٧ - ٤١).
(١) ديسقوريدس العين زربي طبيب يوناني أعلم من تكلّم في أصل علاج الطب، وهو العلم في العقاقير المفردة، صاحب كتاب «الحشائش» أو «الأدوية المفردة»؛ ترجم هذا الكتاب في بغداد في أيام الخليفة المتوكل، نقله إصطفن بن بسيل الترجمان من اللسان اليوناني إلى اللسان العربي، وتصفّح هذه الترجمة حنين بن إسحاق فصححها وأجازها. (ابن النديم: الفهرست ٣٥١؛ ابن جلجل: طبقات الأطباء والحكماء ٢١ - ٢٣؛ Dubler، C.E.، El ٢? art Diyuskurides II، p. ٣٥٩; Sezgin، F.، GAS III،. (pp. ٥٨ - ٦٠
نشر الكتاب سيزر دبلر وإلياس تلير في برشلونة سنة ١٩٥٧ بعنوان «المقالات السبع من كتاب دياسقوريدس»، ونشر صلاح الدين المنجد مقدمة كتاب الحشائش والأدوية لديسقوريدس بترجمة مهران بن منصور بن مهران في دمشق - المجمع العلمي العربي سنة ١٩٦٥، كما نشره في تونس إبراهيم ابن مراد وصدر عن بيت الحكمة سنة ١٩٩١.
(٢) ابن البيطار: الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، بولاق ١٢٩١ هـ، ١٤١: ٢.