إحدى قرى الغربية، نشأ على دين النصارى، وعرف الحساب، وباشر الخراج إلى أن أقدمه الأمير شرف الدّين بن الأزكشي - أستادّار السّلطان ومشير الدّولة في أيّام الناصر حسن - فأسلم على يديه، وخاطبه بالقاضي شمس الدّين، وخلع عليه، واستقرّ به في نظر الذّخيرة السّلطانية - وكان نظرها حينئذ من الرّتب الجليلة - وأضاف إليه نظر الأوقاف والأملاك السّلطانية، ورتّبه مستوفيا بمدرسة الناصر حسن.
مخطّط المدرسة البقريّة (عن اللجنة)
فشكرت طريقته، وحمدت سيرته، وأظهر سيادة وحشمة، وقرّب أهل العلم من الفقهاء، وتفضّل بأنواع من البرّ. وأنشأ هذه المدرسة في أبدع قالب وأبهج ترتيب، وجعل بها درسا للفقهاء الشّافعيّة، وقرّر في تدريسها شيخنا سراج الدّين عمر بن عليّ الأنصاري المعروف بابن الملقّن الشّافعي، ورتّب فيها ميعادا وجعل شيخه صاحبنا الشّيخ كمال الدّين بن موسى الدّميري الشّافعي، وجعل إمام الصّلوات بها المقرئ الفاضل زين الدّين أبا بكر بن الشّهاب أحمد النحوي. وكان الناس يرحلون إليه في شهر رمضان لسماع قراءته في صلاة التّراويح،
= ويدلّ عليهما الآن القريتان التي تسمى إحداهما ب «الجابرية»، والأخرى ب «العامرية»، من قرى مركز المحلّة الكبرى بمحافظة الغربية.