وكان لا يلي نظر هذه المدرسة إلاّ الأمراء الأكابر، ثم صار يليها الخدّام وغيرهم. وكان إنشاؤها في سنة إحدى وستين وسبع مائة (١).
ولمّا ولي الأمير جمال الدّين يوسف البجاسي وظيفة أستادّارية السّلطان الملك الناصر فرج ابن برقوق، وعمّر بجانب هذه المدرسة داره ثم مدرسته، صار يحبس في المدرسة الحجازيّة من يصادره أو يعاقبه، حتى امتلأت بالمسجونين والأعوان المرسّمين عليهم، فزالت تلك الأبّهة وذهب ذلك الناموس. واقتدى بجمال الدّين من سكن بعده من الأستادّارية في داره، وجعلوا هذه المدرسة سجنا، ومع ذلك فهي من أبهج مدارس القاهرة إلى الآن.
مسقط رأسي للمدرسة الحجازية (عن (Ph.Speiser
(١) يدلّ على ذلك لوح من الرّخام على مدخل المدرسة به خمسة أسطر بالخطّ النسخ المملوكي نصّها: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة من فضل اللّه وجزيل نعمته طالبة لرضوانه الآدر المصونة تتر خاتون الحجازية كريمة المقام الشّريف الملكي الناصري ناصر الدّنيا والدّين حسن بن السّلطان الشّهيد المرحوم الملك الناصر محمد بن قلاوون الصّالحي تغمّدهم اللّه برحمته. وكان الفراغ من ذلك سلخ شهر رمضان سنة إحدى وستين وسبع مائة للهجرة النبوية عليه أفضل الصّلاة والسّلام والرّحمة». van)