للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي آخر الأمر كانت القصص تقرأ عليه بحضرة السّلطان في أيّام الخدمة، وصار زمام الدّولة بيده، فساسها أحسن سياسة بسكون وعدم شرّ، وكان يمنع كلّ حزب من الوثوب على الآخر، فعظم شأنه إلى أن رسم السّلطان بإمساك الأمير بيبغاروس (a) نائب السّلطنة بديار مصر وهو مسافر بالحجاز، وكان شيخو قد خرج متصيّدا إلى ناحية طمان بالغربيّة.

فلمّا كان يوم السبت رابع عشرين شوّال/ سنة إحدى وخمسين وسبع مائة، أمسك السّلطان الأمير منجك الوزير، وحلّف الأمراء لنفسه، وكتب تقليد شيخو بنيابة طرابلس، وجهّزه إليه مع الأمير سيف الدّين طينال الجاشنكير، فسار إليه وسفّره من برّا فوصل إلى دمشق ليلة الثلاثاء رابع ذي القعدة، فظهر مرسوم السّلطان بإقامة شيخو في دمشق على إقطاع الأمير بلك السّلاّمي (b)، وبتجهيز بلك (c) إلى القاهرة فخرج بلك (c) من دمشق، وأقام شيخو على إقطاعه بها. فما وصل بلك (c) إلى القاهرة إلاّ وقد وصل إلى دمشق مرسوم بإمساك شيخو، وتجهيزه إلى السّلطان، وتقييد


(a) بولاق: يلبغاروس.
(b) بولاق: بيلبك السالمي.
(c) بولاق: بيلبك.