وهو مكان كان يؤخذ فيه مكس الغلال المبتاعة، وقد ذكر ذلك عند ذكر أقسام مال مصر من هذا الكتاب (١).
و «جامع الرّوضة» باق تقام فيه الجمعة (٢).
وأمّا «الجامع بجزيرة الفيل» فإنّه كان باقيا إلى نحو سنة تسعين وسبع مائة، (a)) وصلّيت فيه الجمعة غير مرّة ثم خرب. وموضعه باق بجوار دار تشرف على النّيل، تعرف بدار الأمير شهاب الدين أحمد بن عمر بن قطينة قريبا من الدّار الحجازيّة (a) (٣).
(a-a) العبارة في المسوّدة: على حافة النّيل فيما بين الدّار التي تعرف بالحجازيّة على النّيل ودار الخليفة، أدركته وفيه الخطبة وتقام به الجمعة، وصلّيت فيه الجمعة غير مرّة في سنة أربع وثمانين وسبع مائة، وهو الآن خراب. - فقامت وزارة الأوقاف بتجديده وتوسيعه سنة ١٣٤٤ هـ/ ١٩٢٥ م مع مراعاة المحافظة على أجزائه القديمة المتمثّلة في بابه البحري وقسم من الواجهة البحرية والشرقية والقبّة والمئذنة والمنبر، على أن يكون طرازه متّفقا مع الطّراز المملوكي الذي بني عليه الجامع في الأصل. وافتتح الجامع للصّلاة بأداء فريضة الجمعة به يوم ١٥ ربيع الأوّل سنة ١٣٥٥ هـ/ ٥ يونية سنة ١٩٣٦ م. (راجع، أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٠٢: ٩ هـ ١، ٣٤٨: ١٥؛ الشعراني: الطبقات الكبرى ١٠١: ٢؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٠٨: ٤؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ٢٧٦ - ٢٨٠). (١) فيما تقدم ٢٣٩: ١. (٢) جامع الفخر بالرّوضة. أنشأه في حدود سنة ٧٣٠ هـ/ ١٣٢٩ م فخر الدّين ناظر الجيش، ثم جدّد بناءه سنة ٧٨٧ هـ/ ١٣٨٥ م الصّاحب شمس الدّين محمد بن المقسي، ثم تلاشى أمر الجامع في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، إلى أن أمر بتجديده السّلطان الأشرف قايتباي في سنة ٨٨٨ هـ/ ١٤٨٣ م، وكان الشّادّ على عمارته البدري حسن بن الطّولوني، وصار يعرف ب «جامع السّلطان». ثم وقع حريق بالجامع سنة ١٢١٦ هـ/ ١٨٠١ م زمن الحملة الفرنسية، فجدّد ما احترق منه. (السخاوي: الضوء اللامع ٢٠٨: ٦؛ السيوطي: كوكب الروضة ٩٩ - ١٠٠، ١٠٢ - ١٠٣؛ ابن إياس: بدائع الزهور ١٨٢: ٣، ٢٨٣؛ الجبرتي: عجائب الآثار ٣٠٥: ٣؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٥٨: ٥ (٦٧ - ٦٨)، ١٦٢ - ١٦٣ (٦٩)، ١٣: ١٨؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ٢٧٣ - ٢٧٥؛ حسني نويصر: عمائر قايتباي الدينية بمدينة القاهرة، رسالة دكتوراه بكلية الآداب - جامعة القاهرة ١٩٧٥ م؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ١٣٦٩: ٣ - ١٣٨٦)؛ وانظر فيما تقدم ١٨٠، جامع الروضة. وما زال الجامع موجودا ومسجّلا بالآثار برقم ٥١٩ بشارع جامع قايتباي بالمنيل. (٣) بما أنّ الحدّ الفاصل بين جزيرة الفيل وبين أرض بولاق هو الشّارع المعروف الآن بشارع جزيرة بدران، فيدلّ على جامع الفخر، الذي كان بجزيرة الفيل، الجامع المعروف ب «جامع الشّيخ فرج» الواقع بشارع جزيرة بدران بقسم روض الفرج، وكان النّيل يسير قديما تحت هذا الجامع، ولكن بسبب طرح البحر الذي حدث في سنتي ١٤٠٣ و ١٨٦٨ م أصبح الجامع بعيدا عن النّيل. -