منقوشة، كلّ صورة على رأس عمود، فمنها صورتان في مقدّم الجامع بالرّواق الخامس: منهما صورة في الجهة الغربية في العمود، وصورة في أحد العمودين اللذين على يسار من استقبل سدّة المؤذّنين. والصّورة الأخرى في الصّحن في الأعمدة القبلية ممّا يلي الشّرقية.
ثم إنّ الحاكم بأمر اللّه جدّده، ووقف على الجامع الأزهر وجامع المقس والجامع الحاكمي ودار العلم بالقاهرة رباعا بمصر، وضمّن ذلك كتابا نسخته:
«هذا كتاب أشهد قاضي القضاة مالك بن سعيد بن مالك الفارقي على جميع ما نسب إليه ممّا ذكر ووصف فيه، من حضر من الشّهود في مجلس حكمه وقضائه بفسطاط مصر في شهر رمضان سنة أربع مائة. أشهدهم - وهو يومئذ قاضي عبد اللّه ووليّه المنصور أبي عليّ الإمام الحاكم بأمر اللّه أمير المؤمنين ابن الإمام العزيز باللّه - صلوات اللّه عليهما -/ على القاهرة المعزّيّة ومصر والإسكندرية والحرمين - حرسهما اللّه - وأجناد الشّام والرّقّة والرّحبة ونواحي المغرب وسائر أعمالهن، وما فتحه اللّه ويفتحه لأمير المؤمنين من بلاد الشّرق والغرب - بمحضر رجل متكلّم أنّه صحّت عنده معرفة المواضع الكاملة والحصص الشّائعة، الذي (a) يذكر جميع ذلك ويحدّد في هذا الكتاب، وأنّها كانت من أملاك الإمام الحاكم إلى أن حبسها على الجامع الأزهر بالقاهرة المحروسة، والجامع براشدة، والجامع بالمقس اللذين أمر بإنشائهما وتأسيس بنائهما، وعلى دار الحكمة بالقاهرة المحروسة التي وقفها والكتب التي فيها قبل تاريخ هذا الكتاب.
منها ما يخصّ الجامع الأزهر والجامع براشدة ودار الحكمة بالقاهرة المحروسة، مشاعا جميع ذلك غير مقسوم. ومنها ما يخصّ الجامع بالمقس على شرائط يجري ذكرها.
فمن ذلك: ما تصدّق به على الجامع الأزهر بالقاهرة المحروسة، والجامع براشدة ودار الحكمة بالقاهرة المحروسة: جميع الدّار المعروفة بدار الضّرب، وجميع القيساريّة المعروفة بقيساريّة الصّوف، وجميع الدّار