للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملوك الفرنج على غزو دمياط، وأنّهم أخذوا ستين قطعة. فاجتمع الأمراء، واتّفقوا على إنشاء جسر من القاهرة إلى دمياط خوفا من حركة الفرنج في أيّام النّيل، فيتعذّر الوصول إلى دمياط.

وعيّن لعمل ذلك الأمير آقوش الرّومي الحسامي، وكتب الأمراء إلى بلادهم بخروج الرّجال والأبقار، ورسم للولاة بمساعدة آقوش، وأن يخرج كلّ وال إلى العمل برجال عمله وأبقارهم. فما وصل آقوش إلى ناحية فارسكور، حتى وجد ولاة/ الأعمال قد حضروا بالرّجال والأبقار، فرتّب الأمور، فعمل فيه ثلاث مائة جرّافة بستّ مائة رأس بقر وثلاثين ألف رجل.

وأقام آقوش الحرمة - وكان عبوسا قليل الكلام مهابا إلى الغاية - فجدّ النّاس في العمل لكثرة من ضربه بالمقارع، و (a) خزم أنفه، و (a) قطع أذنه، أو أخرق به إلى أن فرغ في نحو شهر واحد.

فجاء من قليوب إلى دمياط مسافة يومين في عرض أربع قصبات من أعلاه وستّ قصبات من أسفله، ومشى عليه ستّة رءوس من الخيل صفّا واحدا فعمّ النّفع به، وسلك عليه المسافرون بعدما كان يتعذّر السّلوك أيّام النّيل لعموم الماء الأراضي (b) (١).


(a) بولاق: أو.
(b) هنا على هامش آياصوفيا: بياض نحو أربعة عشر سطرا.
(١) إلى هنا ينتهي الجزء الثّاني من النّسخ ذات التّقسيم الثّلاثي - أي الواقعة في ثلاثة مجلّدات - ويوجد بعد ذلك في ختام هذا الجزء في هذه النّسخ: «الحمد للّه، وجد بخطّ المصنّف في أصله ما صورته في آخر الجزء: أمراء العرب ببيروت هم بيت حشمة ومكارم … »، وفوائد أخرى تختصّ بأخبار اليمن، ثم ترجمة للسّلطان محمد بن طغلق شاه ملك الهند وتمتدّ هذه الفوائد في نسخة حسين جلبي باستانبول رقم ٧٩١ - على سبيل المثال - أربع ورقات ختمها ناسخها بقوله:
«هذا آخر ما وجده كاتبه بخطّ المؤلّف في آخر أصله المنقول منه، والحمد للّه وحده، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل».
وهي كما ترى فوائد سجّلها المقريزي في آخر نسخته ليفيد منها في موضوعات كتبه الأخرى كعادته في سائر ما وصل إلينا بخطّه، حيث يضيف فوائد في أي مكان خال في أوراقه.