للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهذه البركة مساحتها أربعة وخمسون فدّانا (a) بالقصبة الحاكمية (a) (١)، ولها حدود أربعة: الحدّ القبلي ينتهي بعضه إلى بعض أرض المعشوق الجاري في وقف ابن الصّابوني، وإلى الجسر الفاصل بينها وبين بركة الحبش، وفي هذا الجسر الآن قنطرة يدخل إليها الماء من خليج بركة الأشراف.

والحدّ البحري كان ينتهي بعضه إلى منظرة قاضي القضاة بدر الدّين السّنجاري وإلى جسره.

والحدّ الشّرقي ينتهي إلى الآدرّ التي كانت مطلّة عليها وقد خرب أكثرها، وكانت مسكن أعيان المصريين من القضاة والكتّاب. والحدّ الغربي ينتهي إلى جرف النّيل.

ولمّا استأجرها الأفرم شرط له خمسة أفدنة يعمّر عليها، ويؤجّرها لمن يعمّر عليها: منها فدّان واحد من بحريها، وفدّانان من غربيها ملاصقان لجدار البساتين، وفدّانان بالجرف الذي من حقوقها. فلمّا مات الأفرم طمع الأمير علم الدّين الشّجاعي في ورثته وفي الوقف وأربابه، فغصب أرض الجرف وجملتها فدّانان ثم تركها. فلمّا كان في أثناء دولة النّاصر محمد بن قلاوون ووزارة الأعسر، بيعت أرضها لأرباب الأبنية التي عليها. وهذه البركة وقفها الخطير بن ممّاتي، ودخل معهم بنو الشّعيبية لاختلاط أنسابهم بالتّناسل (٢).

وقال في موضع آخر: ومن جملة الأوقاف بركة الخطير بن ممّاتي المشهورة ببركة الشّعيبيّة، ومساحة أرضها أربعة وخمسون فدّانا وربع، ولها حدود أربعة: القبلي من البركة الصّغرى منها إلى الجسر الفاصل بينها وبين بركة الحبش، وفيه قنطرة يمرّ منها الماء إلى هذه البركة، وباقي هذا الحدّ إلى بعض أبنية مناظر المعشوق. ومن جملة حقوق هذا الوقف المجاز المستطيل المسلوك فيه إلى المنظرة المذكورة، ومنه دهليزها والإيوان البحري. وهذا جميعه رأيته ترعة من تراع هذه البركة المذكورة يمرّ الماء فيها في زمن النّيل إليها. وكان باقي هذه المنظرة دارا مطّلة على بحر النّيل من شرقيها، وعلى هذه التّرعة من بحريها، ثم ملكها الصّاحب تاج الدّين بن حنّا وهدمها وردم الخليج، وعمّر المنظرة والحمّام والبيوت الموجودة الآن، وباقي ذلك كلّه في أرض ابن الصّابوني.


(a-a) إضافة من ابن دقماق.
(١) بقيّة النّصّ عند ابن دقماق، وهو ينقل أيضا عن ابن المتوّج: «وبين بركة الأشراف وبينها جسر فاصل وبه قنطرة يدخل الماء إليها من خليج بركة الأشراف لما بقي من هذه البركة، وهي قطعة لطيفة بين بستان المعشوق وغيط ابن المراي (المرأة)، وكان عليها آدرّ مطلّة عليها وقد خرب أكثرها». (الانتصار ٥٥: ٤).
(٢) ابن دقماق: الانتصار ٥٥: ٤.