(a)) أخبرني العبد الصّالح أبو هاشم أحمد بن البرهان (١) قال: أخبرني شيخ أدركته، أنّه كان يقف بباب زويلة فيرى الجامع الطّولوني.
قال كاتبه: ويشهد لصحّة هذا الخبر أحوال البلاد في الدّولة الفاطميّة والدّولة الأيّوبيّة؛ وذلك أنّ باب زويلة لمّا وضع صيانة للقاهرة، وقد كانت في الدّولة الفاطمية حصنا ينزل به الخلفاء ومن شرّفوه بالسّكنى معهم لا غير ذلك، وكان تجاه باب زويلة براحا.
فأمّا ما حازه يمين من خرج من باب زويلة - وهي الأماكن التي تعرف في زمننا بدار التّفّاح إلى تحت الرّبع إلى باب الخرق إلى الحبّانيّة إلى قناطر السّباع، ومن قناطر السّباع إلى الكبش وما هو مطلّ الآن من الدّور على بركة الفيل وما جاور ذلك من حكر الخازن إلى درب ابن البابا إلى حدرة البقر، سالكا منها إلى المدرسة الطّغجيّة إلى اليانسيّة والمحموديّة حتى يأتي باب زويلة - فإنّ هذه الأماكن كلّها كانت أوّلا بساتين ثم حدث بها حارات ومساكن على ما يأتي ذكره إن شاء اللّه.
وأمّا ما حازه يسار من خرج من باب زويلة - وهي الأماكن المعروفة الآن بسوق البسطيّين إلى الباب الأحمر (b) ومنه إلى التّبّانة إلى الرّميلة - فإنّه كان مقابر. ثم حدث فيه الدّور والمساكن في الدّولة التّركيّة لمّا سكنت القلعة. وسيأتي من ذكر ذلك ما علمته إن شاء اللّه تعالى.
وأمّا ما يقابل قلعة الجبل فإنّ الرّميلة - التي تعرف اليوم بسوق الخيل والجمال والحمير - كانت بستانا لابن طولون. وما يحوزه يمين من نزل من باب القلعة المعروف بباب المدرّج - فيما بين السّور والجبل - فإنّه كان براحا واسعا وفيه الميدان الأسود المعروف ب «ميدان القبق»، ولم يزل براحا واسعا لا عمارة فيه إلى بعد سنة عشر وسبع مائة، فمن حينئذ حدثت العمائر.
وما يقابل القلعة ممّا يحاذي باب مدرسة السّلطان حسن سالكا منه إلى سويقة العزّي وجامع المارديني إلى الباب الأحمر (b)، فإنّه كان مقابر وحدثت فيه هذه الأبنية وأكثرها كان حدوثه بعد السبع مائة (a).
(a-a) إضافة من مسودة الخطط. (b) ربما المقصود: الدّرب الأحمر! وهو يرد كذلك في حجج الوقف. (١) انظره كذلك فيما يلي ٧١٤. ٢ فيما يلي ٦٥٦ هـ ٢.