للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولهذا البستان حدود أربعة: القبلي ينتهي إلى الخليج الفاصل بينه وبين المواضع المعروفة بجماميز السّعديّة والسّبع سقايات، والحدّ الشّرقي ينتهي إلى البستان المعروف بالمخاريق الصّغرى المقابل للمجنونة، والبحري ينتهي إلى البستان المعروف قديما بابن أبي أسامة، الفاصل بينه وبين بستان أبي اليمن المجاور للزّهري، والحدّ الغربي ينتهي إلى الطّريق.

وجعل هذا البستان على القربات بعد عمارته، وشرط أنّ الناظر يشتري في كلّ فصل من فصول الشّتاء ما يراه من قماش الكتّان الخام أو القطن، ويصنع ذلك جبابا وبغالطيق محشوة قطنا، ويفرّقها على الأيتام الذكور والإناث الفقراء غير البالغين بالشّارع الأعظم خارج بابي زويلة، فيدفع لكلّ واحد منهم جبّة أو بغلطاق. فإن تعذّر ذلك كان على الأيتام المتّصفين بالصّفة المذكورة بالقاهرة ومصر وقرافتيها، فإن تعذّر ذلك كان للفقراء والمساكين أينما وجدوا.

وتاريخ هذا الكتاب ذو الحجّة سنة ستين وستّ مائة.

(a)) وذكر في هذا الكتاب أنّ الواقف قال إنّ مراده بالشّارع المذكور طولا من بابي زويلة وإلى الباب الجديد، وعرضا من السّور اللّبن المحيط بحارة اليانسيّة والمنتجبيّة، وإلى الطّريق المسلوك منها إلى مصر الفاصلة بين آدرّ الشّارع وبين الفواخير وغير ذلك. قال المؤلّف: أظنّ أنّ الباب الجديد هذا هو المعروف الآن بباب القوس المجاور لحارة المنتجبيّة (a).

وأمّا «مخاريق الصّغرى» (b) (a)) فإنّي وقفت على كتاب مضمونه: شرى مبارز الدّين أحمد ابن الحاجب الطهير موسى بن إبراهيم الهكّاري الملكي العزيزي، من عبد الخالق وأبي محمد ولدي صالح بن سلطان: الحصّة من البستان المعروف بالمخاريق الصّغرى وهو (a) بعدوة الخليج قبالة المجنونة بالقرب من بستان أبي اليمن (١)، ثم (a)) صار أخيرا بستانا مساحته خمسة عشر فدّانا يعرف (a) ببستان بهادر رأس نوبة، ومساحته خمسة عشر فدّانا. فاشتراه الأمير قوصون، وقلع غروسه، وأذن للنّاس في البناء عليه، فحكروه وبنوا فيه الآدرّ وغيرها، وعرف بحكر قوصون (٢).


(a-a) إضافة من مسودة الخطط.
(b) بولاق: المخاريق الصغرى.
(١) فيما يلي ٥٣٨.
(٢) المقريزي: مسودة الخطط ٥٣ ظ - ٥٤ ظ.