أن يلي سلطنة مصر وهو في نيابة السّلطنة بدمشق، فترقّى حتى صار أحد الأمراء الألوف إلى أن مات في يوم الجمعة تاسع شعبان سنة تسع وثلاثين وسبع مائة (١) عن ابنتين: إحداهما تحت الأمير أسندمر العمري (a) (٢)، والأخرى تحت مملوكه أقتمر (٣).
وترك مالا كثيرا: منه ثلاثة عشر ألف ألف دينار، وستّ مائة ألف درهم نقرة، وأربع مائة فرس، وثلاث مائة جمل، ومبلغ خمسين ألف أردب غلّة، وثمان حوائص ذهب، وثلاث كلّوتات زركش، واثني عشر طراز زركش وعقارا كثيرا، فأخذ السّلطان الملك النّاصر محمد ابن قلاوون جميع ما خلّفه.
وكان جميل الصّورة، معروفا بالفروسيّة، ورمى في القبق النّشّاب بيمينه ويساره، ولعب الرّمح لعبا جيّدا. وكان ليّن الجانب، حلو الكلام، جميل العشرة إلاّ أنّه كان مقترا على نفسه في مأكله وسائر أحواله لكثرة شحّه، بحيث أنّه اعتقل مرّة فجمع من راتبه الذي كان يجري عليه وهو في السّجن مبلغ اثني عشر ألف درهم نقرة، أخرجها معه من الاعتقال (٤).
(a) بولاق: المعزي. السّيفي المعزّي، المتوفى في أوائل سنة ٧٤٠ أو أواخر سنة ٧٣٩ هـ/ ١٣٣٧، أو ١٣٣٨ م. (الصفدي: أعيان العصر ٥٩: ٢ - ٦٠، الوافي بالوفيات ٢٩٨: ١٠ - ٢٩٩؛ الشجاعي: تاريخ الملك الناصر ٥٤ - ٥٥؛ المقريزي: السلوك ٤٧٠: ٢؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٢٩: ٢؛ أبو المحاسن: المنهل الصافي ٤٣٠: ٣ - ٤٣١). (١) أضاف المقريزي في مسودة المواعظ ٤٣٤: وأخذ إمرته برسبغا الحاجب، وهو الأمير سيف الدين برسبغا بن عبد اللّه الحاجب الذي توفي مقتولا بالإسكندرية مع الأمير قوصون والأمير ألطنبغا العلائي سنة ٧٤٢ هـ. (الصفدي: أعيان العصر ٦٨٦: ١ - ٦٨٨، الوافي ١١٤: ١٠؛ المقريزي: المقفى ٥٧٠: ٢ - ٥٧١؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٧: ٢؛ أبو المحاسن: المنهل الصافي ٢٨٢: ٣ - ٢٨٣). (٢) الأمير سيف الدّين أسندمر بن عبد اللّه العمري، أحد المماليك النّاصرية محمد بن قلاوون، توفي سنة ٧٦١ هـ/ ١٣٦٠ م (الصفدي: أعيان العصر ٥٣٧: ١ - ٥٣٩، الوافي بالوفيات ٢٤٩: ٩؛ المقريزي: المقفى الكبير ١٩١: ٢ - ١٩٢؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٤١٣: ١؛ أبو المحاسن: المنهل ٤٤٥: ٢). (٣) ربما كان الأمير سيف الدين أقتمر بن عبد اللّه الصّاحبي الحنبلي نائب السلطنة بالديار المصرية، المتوفى سنة ٧٧٩ هـ/ ١٣٧٧ م. (أبو المحاسن: المنهل ٤٩٢: ٢ والنجوم ١٩١: ١١). (٤) المقريزي: مسودة المواعظ ٤٣٣ - ٤٣٥، وهو آخر الموجود في مسودة المواعظ والاعتبار نسخة مكتبة خزينة، رقم ١٤٧٢.