للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهو القاضي جمال الدّين إبراهيم، المعروف بجمال الكفاة، ابن خالة النّشو ناظر الخاصّ (١).

كان أوّلا من جملة الكتّاب النّصارى فأسلم، وخدم في بستان السّلطان (a) الملك النّاصر محمد ابن قلاوون - الذي كان ميدانا للملك الظّاهر بيبرس بأرض اللّوق - ثم خدم في ديوان الأمير بيدمر البدري (٢).

فلمّا عرض السّلطان دواوين الأمراء، واختار منهم جماعة، كان من جملة من اختاره السّلطان جمال الكفاة هذا، فجعله مستوفيا إلى أن مات المهذّب كاتب الأمير بكتمر السّاقي، فولاّه السّلطان مكانه في ديوان الأمير بكتمر، فخدمه إلى أن مات، فخدم بديوان الأمير بشتاك، إلى أن قبض الملك النّاصر على النّشو ناظر الخاصّ، ولاّه وظيفة نظر الخاصّ بعد النّشو، ثم أضاف إليه وظيفة نظر الجيش بعد المكين بن قروينة عند غضبه عليه ومصادرته. فباشر الوظيفتين إلى أن مات الملك النّاصر، فاستمرّ في أيام الملك المنصور أبي بكر والملك الأشرف كجك والملك النّاصر أحمد. فلمّا ولي/ الملك الصّالح إسماعيل، جعله مشير الدّولة مع ما بيده من نظر الخاصّ والجيش - وكان الوزير إذ ذاك الأمير نجم الدّين محمود وزير بغداد - وكتب له توقيع باستقراره في وظيفة الإشارة؛ فعظم أمره، وكثر حسّاده إلى أن قبض عليه وضرب بالمقارع، وخنق ليلة الأحد سادس شهر ربيع الأوّل سنة خمس وأربعين وسبع مائة، ودفن بجوار زاوية ابن عبّود من القرافة، وكانت مدّة نظره في الخاصّ خمس سنين وشهرين تنقص أيّاما. وكان مليح الوجه، حسن العبارة، كثير التصرّف ذكيّا، يعرف باللّسان التّركي ويتكلّم به، ويعرف باللّسان النّوبي والتّكروري (٣).


(a) ساقطة من بولاق.
(١) عن جمال الكفاة جمال الدين إبراهيم ابن خالة النّشو ناظر الخاص انظر، الصفدي: الوافي بالوفيات ١٨٠: ٦ - ١٨٢؛ المقريزي: المقفى الكبير ٣٢٨: ١ - ٣٣١، والسلوك ٦٧٥: ٢ - ٦٧٦؛ الشجاعي: تاريخ الملك الناصر ٢٧٠، ٢٧٥؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٨٢: ١؛ أبا المحاسن: المنهل الصافي ١٩٣: ١ - ١٩٦ والنجوم الزاهرة ١١١: ١٠؛ ابن إياس: بدائع الزهور ٥٠٢: ١/ ١.
(٢) الأمير سيف الدّين بيدمر البدري النّاصري محمد بن قلاوون، كان أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية، ثم ولي نيابة طرابلس، ونقل منها إلى نيابة حلب، وتوفي مقتولا بنيابة غزّه سنة ٧٤٨ هـ/ ١٣٤٧ م. (الصفدي: أعيان العصر ٩٨: ١ - ٩٩، الوافي بالوفيات ٣٦٣: ١٠؛ المقريزي: المقفى الكبير ٥٦٨: ٢ - ٥٦٩؛ أبو المحاسن: المنهل الصافي ٤٩٧: ٣).
(٣) قارن مع المقريزي: مسودة المواعظ ٤٣٠ - ٤٣١.