للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وأمر المأمون بالنّداء في القاهرة مع مصر (a) ثلاثة أيام، بأنّ من كانت له دار في الخراب أو مكان يعمّره، ومن عجز عن أن يعمّره فليؤجّره من غير نقل شيء من أنقاضه، ومن تأخّر بعد ذلك فلا حقّ له في شيء منه ولا حكر يلزمه؛ وأباح تعمير ذلك جميعه بغير طلب بحقّ فيه.

فطلب النّاس كافّة ما هو جار في الدّيوان السّلطاني وغيره، وعمّروه حتى صار البلدان لا يتخلّلهما دائر ولا دارس. وبنى في الشّارع - يعني خارج باب زويلة - من الباب الجديد إلى الجبل عرضا، وهو القلعة الآن.

قال: وكان الخراب استولى على تلك الأماكن في زمن المستنصر (١) في أيام وزارة اليازوري، حتى إنّه كان بنى حائطا يستر الخراب عن نظر الخليفة إذا توجّه من القاهرة إلى مصر، وبنى حائطا آخر عند جامع ابن طولون.

قال: وعمّر ذلك حتى صار المتعيّشون بالقاهرة والمستخدمون يصلّون العشاء الآخرة بالقاهرة، ويتوجّهون إلى سكنهم (b) في مصر لا يزالون في ضوء وسرج وسوق موقود إلى باب الصّفا - وهو المعاصر الآن - (٢) وذلك أنّه يخرج من الباب الجديد الحاكمي (٣) على يمنة بركة الفيل (c)) لعند دويرة مسعود وبعدها البستان، أظنّه بستان سيف الإسلام وكان يشتمل على عدّة أنهار وله دهاليز (c)


(a) الروضة: في القاهرة ومصر.
(b) بولاق: مساكنهم.
(c-c) إضافة من مسودة الخطط. وما زالت بقايا مدرسة ومشهد شجر الدّرّ قائمة في شارع الخليفة إلى الجنوب من مشهد السيدة سكينة وفي مواجهة مشهد السيدة رقيّة وهي مسجلة بالآثار برقم ١٦٩. (راجع، ابن دقماق: الانتصار ١٢٥: ٤؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٨٧: ٢، ٧٨: ٥ - ٧٩، وفيما يلي ٤٤٧؛ Behrens-Abouseif، D.، «The Lost Minaret of Shajarat ad-Durr at her Complex in the Cemetry of Sayyida Nafisa»، MDAIK ٣٩ (١٩٨٣)، PP. ١ - ١٦.
(١) حاشية بخطّ المؤلّف: «هذا الخراب هو في موضع القطائع وفي موضع العسكر وفي موضع السّاحل القديم؛ فالقطائع من موضع قلعة الجبل إلى جامع ابن طولون، والعسكر هو من قناطر السّباع إلى ما دار بجامع ابن طولون، والسّاحل هو من تجاه قنطرة السّدّ إلى المعاريج بمصر».
(٢) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ١٣٤ - ١٣٥؛ وفيما يلي ٣٣٣، ٢٦٥: ٢. وهنا حاشية بخطّ المؤلّف نصّها: «باب الصّفا موضعه الآن بقرب كوم الجارح خارج مصر»؛ وانظر فيما تقدم ١٦٨: ٢ - ١٦٩.
(٣) حاشية بخطّ المؤلّف: «الباب الجديد يعرف اليوم بباب القوس خارج باب زويلة».
وكان هذا الباب يقع في عرض الطّريق الممتد خارج باب زويلة والمعروفة بشارع المغربلين تجاه زاوية السّتّ عائشة اليونسية على رأس شارع الدّاوديّة من الجهة القبلية؛ وانظر فيما يلي ٣٣٣.