للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمّا الجزء السادس فقد تناول فيه المقريزيّ بناء قلعة الجبل وأهمّ منشآتها وأبوابها وقاعاتها وقصورها ومساجدها، منذ بناها السّلطان النّاصر صلاح الدّين يوسف بن أيّوب بإشراف الطّواشي بهاء الدّين قراقوش بين سنتي ٥٧٢ هـ/ ١١٧٦ م و ٥٧٩ هـ/ ١١٨٣ م وحتّى عصر النّاصر فرج بن برقوق في العقد الثّاني للقرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي. وتناول المقريزيّ في هذا الجزء كذلك نظم ورسوم دولة المماليك، والمماليك البحريّة بوجه خاصّ، وذكر جيوش الدّولة وزيّها وعوائدها (فيما يلي ٦٩٩ - ٧١١)، كما أفرد فيه فصلا غير مسبوق عن «ياسة جنكز خان» وتأثّر الدّولة التركية بها اعتمادا على نسخة من «الياسة» رأها شخص يدعى أبا هاشم أحمد بن البرهان بخزانة المدرسة المستنصريّة ببغداد وأخبر المقريزي بمحتواها (فيما يلي ٧١٣ - ٧١٨).

وختم المقريزيّ هذا الجزء بذكر ملوك مصر منذ بنيت قلعة الجبل وحتّى عصره، أي منذ استيلاء السّلطان النّاصر صلاح الدّين يوسف بن أيّوب على السّلطة في مصر وقضائه على الدّولة الفاطميّة سنة ٥٦٧ هـ/ ١١٧٢ م وتأسيسه الدّولة الأيّوبيّة، وحتّى تولّى السّلطان الأشرف برسباي - سابع سلاطين المماليك الشّراكسة - سنة ٨٢٥ هـ/ ١٤٢٢ م، وهو السّلطان الذي وضع المقريزيّ اللّمسات الأخيرة لكتابه في أثناء سلطنته التي انتهت بوفاته في ذي الحجّة سنة ٨٤١ هـ/ ١٤٣٨ م، أي قبل وفاة المقريزي بنحو أربع سنوات.

وبمناسبة تولّى الخليفة العبّاسي في مصر المستعين باللّه أبي الفضل العبّاس بن محمد السّلطنة لفترة انتقالية قصيرة دامت سبعة أشهر - بين خلع السّلطان النّاصر فرج بن برقوق وتولّي السّلطان المؤيّد شيخ المحمودي - تناول المقريزيّ الحديث عن مؤسّسة دينية سياسية كانت مهمّتها إضفاء الشّرعيّة على حكم سلاطين المماليك، هي «مؤسّسة الخلافة» التي استضافها السّلطان الظّاهر بيبرس البندقداري في مصر سنة ٦٥٩ هـ/ ١٢٦١ م. وما ذكره عنها المقريزيّ هنا، إضافة إلى ما كتبه القلقشندي وابن شاهين الظّاهري والسّيوطي، يعدّ أهمّ ما جاء في المصادر القديمة عن مؤسّسة الخلافة العبّاسيّة بعد انتقالها إلى مصر (فيما يلي ٧٨٣ - ٧٨٧).