و (كسوة النّاس) في الفصلين قد درست … ورثّ منها جديد عندهم وبلي
وموسم كان في (يوم الخليج) لكم … يأتي تجمّلكم فيه على الجمل
و (أوّل العام) و (العيدين) كم لكم … فيهنّ من وبل جود ليس بالوشل
/ والأرض تهتزّ في (يوم الغدير) كما … يهتزّ ما بين قصريكم من الأسل
والخيل تعرض في وشي وفي شية … مثل العرائس في حلي وفي حلل
وما (a) حملتم قرى الأضياف من سعة الأط … باق إلاّ على الأكتاف والعجل
وما خصصتم ببرّ أهل ملّتكم … حتّى عممتم به الأقصى من الملل
كانت رواتبكم للذمتين وللض … يف المقيم والطّاري من الرّسل
ثم (الطّراز) بتنّيس الذي عظمت … منه الصّلات لأهل الأرض والدّول
وللجوامع من إحسانكم (b) نعم … لمن تصدّر في علم وفي عمل
وربّما عادت الدّنيا فمعقلها … منكم وأضحت بكم محلولة العقل
واللّه! لا فاز يوم الحشر مبغضكم … ولا نجا من عذاب اللّه غير ولي
ولا سقي الماء من حرّ ومن ظمأ … من كفّ خير البرايا خاتم الرّسل
ولا رأى جنّة اللّه التي خلقت … من خان عهد الإمام العاضد بن علي
أئمّتي وهداتي والذّخيرة لي … إذا ارتهنت بما قدّمت من عملي
تاللّه لم أوفّهم في المدح حقّهم … لأنّ فضلهم كالوابل الهطل
ولو تضاعفت الأقوال واتّسعت … ما كنت فيهم بحمد اللّه بالخجل
باب النّجاة هم دنيا وآخرة … وحبّهم فهو أصل الدّين والعمل
نور الهدى ومصابيح الدّجى ومح … لّ الغيث إن ربت الأنواء في المحل
أئمّة خلقوا نورا فنورهم … من محض خالص نور اللّه لم يغل
واللّه ما زلت عن حبّي لهم أبدا … ما أخّر اللّه لي في مدّة الأجل (١)
وبسبب هذه القصيدة قتل عمارة ﵀ وتمحّلت له الذّنوب.
(a) بولاق واتعاظ: ولا حملتم، والمثبت من صبح.
(b) اتعاظ: أحباسكم، وصبح: أخماسكم.
(١) انظر ديوان عمارة اليمني ٦١٢ - ٦١٦؛ أبا شامة: الروضتين ٥٧٠: ١ - ٥٧١؛ ابن واصل: مفرج ٢١٢: ١ - ٢١٦؛ القلقشندي: صبح ٥٢٦: ٣ - ٥٢٨؛ المقريزي: اتعاظ ٣٣٢: ٣ - ٣٣٤؛ عماد الدين إدريس: عيون الأخبار ٣١٧: ٧ - ٣١٨.