للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والطّاحون التي قبلي المدرسة القراسنقريّة - (a) - وهم جاريان في أوقاف قرانسقر (a) - ومن الآدرّ والخربة التي قبليّ ربع قراسنقر، وما جاور باب سرّ المدرسة القراسنقريّة من الآدرّ والمساكن (b)، وخربة أخرى هناك، والدّار الكبرى المعروفة بدار الأمير سيف الدّين برلغي الصغير صهر الملك المظفّر بيبرس الجاشنكير - المعروفة اليوم بدار الغزّاوي - وفيها السّرداب الذي كان رزّيك بن الصّالح رزّيك فتحه في أيام وزارته (c) من دار الوزارة إلى دار (d) سعيد السّعداء، وهو باق إلى الآن في صدر قاعتها، وذكر أنّ فيه حيّة عظيمة. ومن حقوق دار الوزارة المناخ المجاور لهذه القاعة.

وكان على دار الوزارة سور عظيم مرتفع بناؤه بالحجر المنحوت (e)، وقد بقي الآن منه قطعة في حدّ دار الوزارة الغربي وفي بعض (f) حدّها القبلي - وهو الجدار الذي فيه باب الطّاحون والسّاقية تجاه باب سعيد السّعداء، من الزّقاق الذي يعرف اليوم بخرائب تتر - ومنه قطعة في حدّها الشرقي عند باب الحمّام والمستوقد بباب الجوّانيّة (١).

وكان بدار الوزارة هذا «الشّبّاك الكبير» المعمول من الحديد في القبّة التي دفن تحتها بيبرس الجاشنكير من خانقاهه، وهو الشّبّاك الذي يقرأ فيه القرّاء، وكان موضوعا في دار الخلافة ببغداد يجلس فيه الخلفاء من بني العبّاس (٢). فلمّا استولى الأمير أبو الحارث البساسيري على بغداد، وخطب فيها للخليفة المستنصر باللّه الفاطمي أربعين جمعة وانتهب قصر الخلافة، وصار الخليفة القائم بأمر اللّه العبّاسي إلى عانة، وسيّر البساسيري الأموال والتّحف من بغداد إلى المستنصر باللّه بمصر في سنة سبع وأربعين وأربع مائة، كان من جملة ما بعث به منديل الخليفة القائم بأمر اللّه الذي عمّمه بيده في قالب من رخام قد وضع فيه كما هو حتى لا تتغيّر شدّته، ومع هذا المنديل رداؤه، والشّبّاك الذي كان يجلس فيه ويتّكئ عليه (٣). فاحتفظ بذلك إلى أن عمّرت دار الوزارة على يد الأفضل ابن أمير الجيوش، فجعل هذا الشّبّاك بها يجلس فيه الوزير ويتّكئ عليه.

وما زال بها إلى أن عمّر الأمير ركن الدّين بيبرس الجاشنكير الخانقاه الرّكنيّة، وأخذ من دار


(a) (a-a) إضافة من المسودة.
(b) زيادة من المسودة.
(c) المسودة: ملكه.
(d) ساقطة من بولاق.
(e) بولاق: سور بناؤه بالحجارة، والمثبت من المسودة.
(f) زيادة من المسودة.
(١) المقريزي: مسودة المواعظ ٢٥٥ - ٢٥٦، وفيما يلي ٤١٦: ٢ - ٤١٧.
(٢) الرشيد بن الزبير: الذخائر والتحف ١٩٦.
(٣) عن الشباك ودوره في الرسوم الفاطمية انظر فيما تقدم ٣٠٢.