للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السّنبلة، وإلى الجانب الآخر/ شكل آخر وعلى رأسه صليب، والآخر في يده عكّاز وعلى رأسه صليب، وتحت أرجلهم أشكال طيور، وفوق رءوس الأشكال كتابة.

ووجد مع هذا الصّنم في الصّندوق لوح من ألواح الصّبيان التي يكتبون فيها بالمكاتب، مدهون وجهه الواحد أبيض، ووجهه الواحد أحمر، وفيه كتابة قد تكشّط أكثرها من طول المدّة. وقد بلي اللّوح، وما بقيت الكتابة تلتئم ولا الخطّ يفهم (١). وهذا نصّ ما فيه، وأخليت مكان كتابته التي تكشّطت، وأمّا الوجه الأبيض فهو مكتوب بقلم الصّفيحة (a) القبطي.

والمكتوب في الوجه الأحمر على هذه الصّورة:

السّطر الأوّل: بقي منه مكتوبا الإسكندر. السّطر الثاني: الأرض وهبها له. السّطر الثالث:

وجرّب لكلّ. السّطر الرابع: أصحاب. السّطر الخامس: وهو يحرص. السّطر السادس: واحترازه بقوّة. السّطر السابع: الملك مرجو وأبواب. السّطر الثامن: غير بيته سبعة. السّطر التاسع: عالم حكيم عالم في عقله. السّطر العاشر: وصفها فلا تفسد. السّطر الحادي عشر: طارد كلّ سوء، والذي صاغها النّساء. السّطر الثاني عشر: سدّ أيضا كلّ آثار أسديّة بيبرس وهي أحد. السّطر الثالث عشر: بيبرس ملك الزمان والحكمة، كلمة اللّه ﷿.

هذا صورة ما وجد في اللّوح ممّا بقي من الكتابة، والبقيّة قد تكشّط.

وقيل إنّ هذا اللّوح بخطّ الخليفة الحاكم، وأعجب ما فيه اسم السّلطان، وهو بيبرس.

ولمّا شاهد السّلطان ذلك أمر بقراءته، فعرض على قرّاء الأقلام فقرئ، وذلك بالقلم القبطي.

ومضمونه: طلّسم عمل للظّاهر بن الحاكم، واسم أمّه رصد، وفيه أسماء الملائكة وعزائم ورقى وأسماء روحانية وصور ملائكة، أكثره حرس لديار مصر وثغورها، وصرف الأعداء عنها (٢) وكفّهم عن طروقهم إليها، وابتهال إلى اللّه تعالى بأقسام كثيرة بحماية الديار المصرية، وصونها من الأعداء،


(a) بولاق: الصحيفة.
(١) فيما يلي ٣٧٨: ٢. وأدّى فتح شارع بيت القاضي سنة ١٢٩٠ هـ/ ١٨٧٤ م في عهد الخديوي إسماعيل إلى هدم القسم الأكبر من المدرسة الظاهرية القديمة، وإن كانت بقاياها ما زالت قائمة داخل عطفة طاهر، على يمين الداخل إلى شارع بيت القاضي من جهة شارع المعز لدين اللّه. (انظر Fu'?d (Sayyid، A.، La capitale de l'Egypte، pp. ٢٣٩ - ٤٢.
(٢) ابن عبد الظاهر: الروض الزاهر ٤١٨ - ٤١٩ والنص الذي أورده المقريزي بعد ذلك ساقط من ابن عبد الظاهر؛ وقارن ابن شداد: تاريخ الملك الظاهر ٧٠؛ ابن الفرات: تاريخ الدول والملوك ٢: ٧؛ المقريزي: السلوك ٦٠٩: ١؛ أبا المحاسن: النجوم ١٦٣: ٧.