والتمس بعض الأتراك من المستنصر مقرمة - يعني ستارة - سندس أخضر مذهّبة، فأخرج عدل منها مكتوب عليه «مائة وثمانية وثمانون»، من جملة أعداد (a) أعدال فيها من المتاع (١).
ووجد من السّتور الحرير المنسوجة بالذّهب، على اختلاف ألوانها وأطوالها، عدّة مئين تقارب الألف، فيها صور الدّول وملوكها والمشاهير فيها، مكتوب على صورة كلّ واحد منهم (a) اسمه ومدّة أيامه وشرح حاله (٢).
وأخرج من خزائن الفرش أربعة آلاف رزمة خسرواني مذهّب، في كلّ رزمة فرش مجلس ببسطه وتعاليقه وسائر آلاته، منسوجة في خيط واحد، باقية على حالها لم تمسّ (٣).
وصار إلى فخر العرب مقطع من الحرير الأزرق التّستري (b) القرقوبي غريب الصّنعة، منسوج بالذّهب وسائر ألوان الحرير تنبيتا (a)، كان المعزّ لدين اللّه أمر بعمله في سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة. فيه صورة أقاليم الأرض وجبالها وبحارها ومدنها وأنهارها ومسالكها شبه جغرافيا، وفيه صورة مكّة والمدينة مبيّنا للناظر؛ مكتوب على كلّ مدينة وجبل وبلد ونهر وبحر وطريق اسمه بالذّهب أو الفضّة أو الحرير، وفي آخره:
«ممّا أمر بعمله المعزّ لدين اللّه شوقا إلى حرم اللّه وإشهارا لمعالم رسول اللّه في سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة».
والنّفقة عليه اثنان وعشرون ألف دينار (٤).
وصار إلى تاج الملوك بيت أرمنيّ أحمر منسوج بالذهب، عمل للمتوكّل على اللّه، لا مثل له ولا قيمة، وبساط خسرواني دفع إليه فيه ألف دينار فامتنع من بيعه.
وقال ابن الطّوير: خزانة الفرش - وهي قريبة من باب الملك - يحضر إليها الخليفة من غير جلوس، ويطوف فيها ويستخبر عن أحوالها، ويأمر بإدامة الاستعمال. وكان من حقوقها استعمال السّامان في أماكن خارجها بالقاهرة ومصر، ويعطى مستخدمها خمسة
(a) ساقطة من بولاق. (b) بولاق: التستوري. (١) المقريزي: اتعاظ الحنفا ٢٨٤: ٢. (٢) الرشيد بن الزبير: الذخائر والتحف ٢٥٤. (٣) نفسه ٢٥٨. (٤) راجع، Wiet، G.، RCEAIV، p. ١٨٦ n ١٥٦٤؛ زكي محمد حسن: كنوز الفاطميين ٥٢ - ٥٣.