للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وليكن ما تعمل عليه قبل العهد وبعده بقولك وفعلك: أن تشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، وتشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، وتشهد أنّ الجنّة حقّ، وأنّ النّار حقّ، وأنّ الموت حقّ، وأنّ البعث حقّ، وأنّ السّاعة آتية لا ريب فيها، وأنّ اللّه يبعث من في القبور، وتقيم الصّلاة لوقتها، وتؤتي الزّكاة لحقّها، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت الحرام، وتجاهد في سبيل اللّه حقّ جهاده على ما أمر اللّه به ورسوله، وتوالي أولياء اللّه، وتعادي أعداء اللّه، وتقوم بفرائض اللّه وسنّته وسنن رسول اللّه وعلى آله الطاهرين ظاهرا وباطنا وعلانية، سرّا وجهرا.

فإن ذلك يؤكد هذا العهد ولا يهدمه، ويثبّته ولا يزيله، ويقرّبه ولا يباعده، ويشدّه ولا يضعفه، ويوجب ذلك ولا يبطله، ويوضّحه ولا يعمّيه. كذلك هو الظّاهر والباطن، وسائر ما جاء به النّبيّون من ربّهم - صلوات اللّه عليهم أجمعين - على الشّرائط المبيّنة في هذا العهد، جعلت على نفسك الوفاء بذلك قل نعم، فيقول المدعو: نعم.

ثم يقول الدّاعي له: والصّيانة له بذلك وأداء الأمانة، على ألاّ تظهر شيئا أخذ عليك في هذا العقد في حياتنا ولا بعد وفاتنا، لا في غضب ولا على حال رضى، ولا على رغبة ولا في حال رهبة، ولا عند شدّة ولا في حال رخاء، ولا على طمع ولا على حرمان؛ تلقى اللّه على السّتر لذلك والصّيانة له، على الشّرائط المبيّنة في هذا العهد.

وجعلت على نفسك عهد اللّه وميثاقه وذمّته وذمّة رسوله : أن تمنعني وجميع من أسمّيه لك وأثبته عندك ممّا تمنع منه نفسك، وتنصح لنا ولوليّك وليّ اللّه، نصحا ظاهرا وباطنا، فلا تخن اللّه ووليه ولا أحدا من إخواننا وأوليائنا ومن تعلم أنّه منّا، بسبب في أهل ولا مال، ولا رأي ولا عهد ولا عقد تناول (a) عليه بما يبطله.

فإن فعلت شيئا من ذلك - وأنت تعلم أنّك قد خالفته، وأنت على ذكر منه - فأنت بريء من اللّه خالق السّموات والأرض الذي سوّى خلقك وألّف تركيبك وأحسن إليك في دينك ودنياك وآخرتك، وتبرأ من رسله الأوّلين والآخرين وملائكته المقرّبين الكروبيين والرّوحانيين والكلمات التامّات والسّبع المثاني والقرآن العظيم، وتبرأ من التّوراة والإنجيل والزّبور والذّكر الحكيم، ومن كلّ دين ارتضاه اللّه في مقدّم الدّار الآخرة، ومن كلّ عبد .


(a) بولاق: تتأوّل.