للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحاب الأدوار وتقليب الأحوال الناطقين بالأمور، سبعة فقط كعدد الأئمّة سواء. وكلّ واحد من هؤلاء الأنبياء لا بدّ له من صاحب يأخذ عنه دعوته ويحفظها على أمّته، ويكون معه ظهيرا له في حياته، وخليفة له من بعد وفاته إلى أن يبلّغ شريعته إلى أحد يكون سبيله معه كسبيله هو مع نبيّه الذي اتّبعه، ثم كذلك كلّ مستخلف خليفة، إلى أن يأتي منهم على تلك الشّريعة سبعة أشخاص، ويقال لهؤلاء: السّبعة الصّامتون، لثباتهم على شريعة اقتفوا فيها أثر واحد هو أوّلهم، ويسمّى الأوّل من هؤلاء السّبعة «السّوس».

وإنّه لا بدّ عند انقضاء هؤلاء السّبعة ونفاذ دورهم، من استفتاح دور ثان يظهر فيه نبيّ ينسخ شرع من مضى من قبله، وتكون الخلفاء من بعد أمورهم تجرى كأمر من كان قبلهم، ثم يكون من بعدهم نبيّ ناسخ يقوم من بعده سبعة صمت أبدا؛ وهكذا حتى يقوم النّبيّ السابع من النّطقاء، فينسخ جميع الشّرائع التي كانت قبله، ويكون صاحب الزّمان الأخير.

فكان أوّل هؤلاء الأنبياء النّطقاء آدم وكان صاحبه وسوسه ابنه شيث. وعدّوا تمام السبعة الصامتين على شريعة آدم.

وكان الثّاني من الأنبياء النّطقاء نوح فإنّه نطق بشريعة نسخ بها شريعة آدم، وكان صاحبه وسوسه ابنه سام، وتلاه بقيّة السبعة الصامتين على شريعة نوح.

ثم كان الثّالث من الأنبياء النّطقاء إبراهيم خليل الرّحمن - صلوات اللّه عليه - فإنّه نطق بشريعة نسخ بها شريعة نوح وآدم وكان صاحبه وسوسه في حياته، والخليفة القائم من بعده المبلّغ شريعته، ابنه إسماعيل ولم يزل يخلفه صامت بعد صامت على شريعة إبراهيم حتى تم دور السّبعة الصّمت.

وكان الرّابع من الأنبياء النّطقاء موسى بن عمران فإنّه نطق بشريعة نسخ بها شريعة آدم ونوح وإبراهيم، وكان صاحبه وسوسه أخوه هارون. ولمّا مات هارون في حياة موسى، قام من بعد موسى يوشع بن نون خليفة له صمت على شريعته وبلّغها، فأخذها عنه واحد بعد واحد إلى أن كان آخر الصّمت على شريعة موسى: يحيى بن زكرياء، وهو آخر الصّمت.

ثم كان الخامس من الأنبياء النّطقاء المسيح عيسى بن مريم - صلوات اللّه عليه - فإنّه نطق بشريعة نسخ بها شرائع من كان قبله، وكان صاحبه وسوسه شمعون الصّفا، ومن بعده تمام السّبعة الصّمت على شريعة المسيح.