للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ووجد إلى جانب القصر بئرا تعرف ببئر الصّنم، كان الخلفاء يرمون فيها القتلى، فقيل:

إنّ فيها مطلبا وقصد تغويرها، فوجدها (a) معمورة بالجان، وقتل عمارها (b) جماعة من أشياعه، فردمت وتركت (١). انتهى.

وكان صلاح الدّين لمّا أزال الدولة أعطى هذا (c) القصر الكبير لأمراء دولته، وأنزلهم فيه فسكنوه، وأعطى القصر الصّغير الغربي لأخيه الملك العادل سيف الدّين أبي بكر بن أيّوب فسكنه، وفيه ولد له ابنه الكامل ناصر الدّين محمد. وكان قد أنزل والده نجم الدّين أيّوب بن شاذي في منظرة اللّؤلؤة.

ولمّا قبض على الأمير داود ابن الخليفة العاضد - وكان وليّ عهد أبيه، وينعت ب «الحامد للّه» - اعتقله وجميع إخوته وهم: أبو الأمانة جبريل، وأبو الفتوح وابنه أبو القاسم، وسليمان بن داود ابن العاضد، (d) وعبد الظّاهر بن حيدر بن العاضد (d)، وعبد الوهّاب بن إبراهيم بن العاضد، وإسماعيل بن العاضد، وجعفر بن أبي الطّاهر بن جبريل، وعبد الظّاهر بن أبي الفتوح بن جبريل ابن الحافظ وجماعة. فلم يزالوا في الاعتقال بدار المظفّر وغيرها، إلى أن انتقل الكامل محمد بن العادل من دار الوزارة بالقاهرة إلى قلعة الجبل، فنقل معه ولد العاضد وإخوته وأولاد عمّه، واعتقلهم بها. وفيها مات داود بن العاضد (٢).

ولم يزل بقيتهم معتقلين بالقلعة إلى أن استبدّ السّلطان الملك الظّاهر ركن الدّين بيبرس البندقداري، فأمر في سنة ستين وستّ مائة (c) بالإشهاد على كمال الدّين إسماعيل بن العاضد، وعماد الدّين أبي القاسم ابن الأمير أبي الفتوح بن العاضد، وبدر الدّين عبد الوهّاب بن إبراهيم بن العاضد: أنّ جميع المواضع التي قبليّ المدارس الصّالحيّة من القصر الكبير، والموضع المعروف بالتّربة باطنا وظاهرا بخطّ الخوخ السّبع، وجميع الموضع المعروف بالقصر النّافعيّ بالخطّ المذكور، وجميع الموضع المعروف بالجبّاسة بالخطّ المذكور، وجميع الموضع المعروف بخزائن السّلاح السّلطانية وما هو بخطّه، وجميع الموضع المعروف بسكن أولاد شيخ/ الشّيوخ وغيرهم من القصر


(a) بولاق: فقيل إنها.
(b) ابن عبد الظاهر: وقتلى عمادها.
(c) ساقطة من بولاق.
(d) (d-d) ساقطة من بولاق.
(١) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ١١٤ - ١١٥؛ القلقشندي: صبح ٣٤٨: ٣؛ المقريزي: مسودة المواعظ ٦٨ - ٦٩، وفيما يلي ص ٦٠٩.
(٢) فيما يلي ص ٦٠٩.