للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكم شجت قلبي بها غادة … قد كحّلت بالغنج أجفانها

إذا دعت صبّا إلى حبّها … لا يستطيع الصّبّ عصيانها

وكم ليال لي بها قد مضت … تسحب بالإعجاب أردانها

وا لهف نفسي كيف شطّت بها … حوادث قوّضن بنيانها

فارقتها لا عن قلّي صدّني … عنها فراق الرّوح جسمانها

واعتضّت عن غزلانها والمها … نعاج حبرون وثيرانها

يا سائلي عن حالتي بعدها … هأنذا أذكر عنوانها

ما حال من فارق أصحابه … وفارق الدّنيا وجيرانها

تقلب فوق الجمر أحشاؤه … تؤجّج الأشواق نيرانها

والعين لا تنفكّ من عبرة … ترسل فوق الخدّ طوفانها

يا سائق النّوق يبثّ الثّرى … كمثل بثّ السّحب تهتانها

حيّ ربا مصر وجناتها … وحورها العين وولدانها

ودورها الزّهر وساحاتها … وبين قصريها وميدانها

وأرضها المخضّب أرجاؤها … ونيلها الزّاهي وخلجانها

والرّوضة الفيحاء تلك التي … تجلو عن الأنفس أحزانها

ومنية السّيرج لا تنسها … وقرطها الأحوى وكتّانها

/ والتّاج والخمس وجوه التي … أضحت من الأعين إنسانها

وحيّ بأبرق وجد بالحيا … جزيرة الفيل وغيطانها

وبانها الغصن ونسرينها … ووردها البكر وريحانها

وظلّها الضّافي وأزهارها … وماءها الصّافي وغدرانها

والمعهد المأنوس من ربعها … وحيّ أهليها وسكانها

لم أنس لا أنسى اصطباحي بها … ولا اغتباقاتي وإبّانها

ولا أويقات التّصابي ولا … تلك الخلاعات وأزمانها

أيّام لا أنفكّ من صبوة … أهوى اللّذاذات وإعلانها

أخطر تيها في رياض الصّبا … مرنّح الأعطاف كسلانها

وخيل لهوي في ميادينها … تجرجر الصّبوة أرسانها

ودوحتي ناضرة غضّة … تعطف ريح اللّهو أغصانها

حاشاي أن أنقض عهدا لها … حاشاي أن أصبح خوّانها