وكان مقابل باب الدّيلم، ومن وراء إسطبل الطّارمة، الجامع المعدّ لصلاة الخليفة بالنّاس أيام الجمع، وهو الذي يعرف في وقتنا هذا ب «الجامع الأزهر»، ويسمّى في كتب التاريخ ب «جامع القاهرة»، وقدّام هذا الجامع رحبة متّسعة من حدّ إسطبل الطّارمة إلى الموضع الذي يعرف اليوم بالأكفانيين.
ويسلك من باب تربة الزّعفران إلى باب الزّهومة - وموضعه الآن باب سرّ قاعة مدرّس (a) الحنابلة من المدارس الصّالحيّة - وفيما بين باب (b) تربة الزّعفران وباب الزّهومة «دار العلم» و «خزانة الدّرق».
ويسلك/ من باب الزّهومة إلى باب الذّهب المذكور أوّلا؛ وهذا هو دور «القصر الشّرقي الكبير»(١).
وكان بحذاء رحبة باب العيد «دار الضّيافة» - وهي الدّار المعروفة بدار سعيد السّعداء التي هي اليوم خانقاه للصّوفية (٢) - ويقابلها «دار الوزارة»، وهي حيث الزّقاق المقابل لباب سعيد السّعداء، والمدرسة القراسنقرية، وخانقاه بيبرس وما يجاورها إلى باب الجوّانيّة، وما وراء هذه الأماكن.
وبجوار دار الوزارة، «الحجر»، وهي من حذاء دار الوزارة بجوار باب الجوّانيّة إلى باب النّصر القديم. ومن وراء دار الوزارة «المناخ السّعيد»، ويجاوره حارة العطوفية، وحارة الرّوم الجوّانية.
وكان جامع الخطبة - الذي يعرف اليوم بجامع الحاكم - خارجا عن القاهرة، وفي غربيه الزيادة التي هي باقية إلى اليوم، وكانت أهراء لخزن الغلال التي تدّخر بالقاهرة كما هي عادة الحصون.
(a) بولاق: مدرسة. (b) ساقطة من بولاق. (١) قدّم القلقشندي، معاصر المقريزي، وصفا لحدود القصر الفاطمي يكمل ويوضّح وصف المقريزي؛ يقول: «ومكانه الآن المدرسة الصالحية بين القصرين إلى رحبة الأيدمري طولا، ومن السّبع خوخ إلى رحبة العيد عرضا، والحدّ الجامع لذلك أن تجعل باب المدرسة الصالحية على يسارك وتمضي إلى السّبع خوخ ثم إلى المشهد الحسيني ثم إلى رحبة الأيدمري ثم إلى الرّكن المخلّق ثم إلى بين القصرين، حتى تأتي إلى باب المدرسة الصالحية من حيث ابتدأت؛ فما كان على يسارك في جميع دورتك فهو موضع القصر (صبح الأعشى ٣٤٥: ٣ - ٣٤٦). (٢) هنا وهم من المقريزي فدار الضيافة كانت أوّلا في دار المظفّر بن بدر الجمالي داخل حارة برجوان (فيما يلي ٥٠٩)، وعند ما ذكر خانقاه سعيد السعداء (فيما يلي ٤١٥: ٢) لم يذكر أنها استخدمت دارا للضيافة.