للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال القضاعيّ: الموقف كان فضاء لأمّ عبد اللّه بنت (a) مسلمة بن مخلد، فتصدّقت به على المسلمين، فكان موقفا تباع فيه الدّواب، ثم ملك بعد (١). وقد ذكرته في الظّاهر - يعني في خطط أهل الظّاهر - فإنّ الموقف من جملة خطّه (b) أهل الظّاهر.

وقال ابن المتوّج: بقعة خطّ الصّفا، هذا الخطّ دثر جميعه ولم يبق له أثر، وهو قبلي الفسطاط أوّله بجوار المصنع. وخطّ الطّحّانين/ أدركته كان صفّين طواحين متلاصقة متّصلة من درب الصّفاء إلى كوم الجارح، وأدركت به جماعة من أكابر المصريين أكثرهم عدول، وكان المارّ بين هذين الصّفّين لا يسمع حديث رفيقه إذا حدّثه لقوّة دوران الطّواحين، وكان من جملتها طاحون واحد فيه سبعة أحجار؛ دثر جميع ذلك ولم يبق له أثر.

قال: وبقعة درب الصّفا هو الدّرب الذي كان باب مصر، وقيل: إنّه كان بظاهره سوق يوسف وكان بابا (c) كبيرا ببرجين (c) يعلوهما عقد كبير، وهو بعتبة كبيرة سفلى من صوّان، وكان بجوار المصنع الخراب الموجود الآن، وكان حول المصنع عمد رخام بدائره حاملة لساباط (d) يعلوه مسجد معلّق؛ هدم ذلك جميعه في ولاية سيف الدين المعروف بابن أسبا (e) سلار (٢)، والي مصر في الدولة الظّاهرية (f) بيبرس. وهذا الدّرب يسلك منه إلى درب الصّفاء والطّحّانين (٣).

قال كاتبه (g): كان هذا الباب المذكور أحد أبواب مدينة مصر، وبابها الآخر من ناحية السّاحل الذي موضعه اليوم باب مصر بجوار الكبارة. وأنا أدركت آثار درب (h) الصّفا المذكور والمصنع الخراب، وكان يصبّ فيه الماء للسّبيل، وهو قريب من كوم الجارح. وسيأتي ذكر كوم الجارح في ذكر الكيمان من هذا الكتاب إن شاء اللّه (٤).


(a) بولاق: بن.
(b) بولاق: خطط.
(c) (c-c) بولاق: بابا بمصراعين.
(d) بولاق: الساباط.
(e) ساقطة من بولاق.
(f) بولاق: دولة الظاهر.
(g) بولاق: مؤلفه .
(h) بولاق: باب.
(١) ابن دقماق: الانتصار ٣٤: ٤.
(٢) حاشية بخط المؤلّف: «الأمير سيف الدين أبو بكر ابن أسباسلار متولى مصر مات يوم الأحد سابع عشرين ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وستّ مائة، فولّى الملك المنصور قلاوون ولاية مصر بعده الأمير علاء الدين أيبك الفخري».
(٣) ابن دقماق: الانتصار ٢٨: ٤.
(٤) أحال المقريزي في مواضع كثيرة إلى فصل خاص عن الكيمان، ولكنه لا يوجد فيما وصل إلينا من الكتاب.