وملك أصحاب المهدي الفيّوم وجزيرة الأشمونين، فقدم جنّي الخادم من بغداد في عسكر آخر ذي الحجّة، فعسكر بالجيزة، فكانت حروب مع أصحاب المهدي بالفيّوم والإسكندرية، ورجع أبو القاسم بن المهدي إلى برقة (١).
وصرف تكين لثلاث عشرة خلت من ربيع الأوّل سنة تسع وثلاث مائة (٢).
فولّى مؤنس أبا قابوس محمود بن حمك (a)، فأقام ثلاثة أيام وعزله، وردّ تكين لخمس بقين من ربيع الأوّل، ثم صرفه بعد أربعة أيام وأخرجه إلى الشّام في أربعة آلاف من أهل الدّيوان (٣).
ثم ولي هلال بن بدر من قبل المقتدر على الصّلاة، فدخل لستّ خلون من ربيع الآخر، وخرج مؤنس لثمان عشرة خلت منه ومعه ابن حمك (a)، فشغب الجند على هلال، وخرجوا إلى منية الأصبغ ومعهم محمد بن طاهر صاحب الشّرط، فكثر النّهب والقتل والفساد بمصر، إلى أن صرف عنها في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وثلاث مائة، وخرج في نفر من أصحابه (٤).
فولي أحمد بن كيغلغ من قبل المقتدر على الصّلاة، وقدم ابنه أبو العبّاس خليفة له أوّل جمادى الأولى، ثم قدم ومعه محمد بن الحسين بن عبد الوهّاب الماذرائي على الخراج في رجب، فأحضرا الجند ووضعا العطاء، وأسقطا كثيرا من الرجّالة - وكان ذلك بمنية الأصبغ - فثار الرجّالة به، ففرّ إلى فاقّوس، وأدخل الماذرائي إلى المدينة لثمان خلون من شوّال، وأقام ابن كيغلغ بفاقّوس إلى أن صرف بقدوم رسول تكين في ثالث ذي القعدة (٥).
فولي تكين المرّة الثّالثة من قبل المقتدر على الصّلاة، وخلفه ابن منجور إلى أن قدم يوم عاشوراء سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة، فأسقط كثيرا من الرجّالة - وكانوا أهل الشّرّ والنّهب - ونادى ببراءة الذّمّة ممّن أقام منهم بالفسطاط (٦).
وصلّى الجمعة في دار الإمارة بالعسكر. وترك حضور الجمعة في مسجد العسكر والمسجد الجامع العتيق في سنة سبع عشرة، ولم يصلّ قبله أحد من الأمراء في دار الإمارة الجمعة (٧).
(a) بولاق: حمل. (١) الكندي: ولاة مصر ٢٩٤، ٢٩٥. (٢) نفسه ٢٩٥. (٣) نفسه ٢٩٥، ٢٩٦. (٤) نفسه ٢٩٦، ٢٩٧. (٥) نفسه ٢٩٧. (٦) نفسه ٢٩٨. (٧) نفسه ٢٩٨.