ذِكْر ما شذَّ عن هذين الأصلين: قال الخليل: تقول: الناس بذى بَلِىٍّ وذى بِلِىِّ (١)، أى هم متفرِّقون. قال أبو زيد: هم بذى بليانَ أيضاً (٢)، وذلك إِذا بَعُدَ بعضُهم [عن بعضٍ] وكانوا طوائفَ مع غير إمامٍ يجمعُهم. ومنه
حديث خالدٍ لمَّا عزَلَه عُمرُ عن الشَّام:«ذاك إذا كانَ النَّاس بذى بَلىّ، وذى بَلّى»(٣).
الباء واللام والتاءِ أصلٌ واحد، وهو الانقطاع. وكأنَّه من المقلوب عن بَتَل. يقول العرب: تكَلَّم حَتَّى بَلِتَ (٦). قال الشَّنفرَى:
* عَلَى أَمِّها وإنْ تُخَاطِبْكَ تَبْلَتِ (٧) *
(١) وفيه لغتان أخريان، وهما: بلى، كحتى؛ وبلى، كإلا. (٢) يقال بليان، بالتحريك، وبليان بكسرتين مع تشديد الياء. ويرى ابن جنى أنه علم للبعد فهو غير مصروف. انظر اللسان (٩٤: ١٨). (٣) ليس يدرى التكرار، أهو من كلام خالد، أم من كلام الرواة لبيان اختلاف الرواية. والظاهر من مخالفة صاحب اللسان بين ضبط الكلمتين أنهما بيان للرواية. (٤) ورد البيت فى الأصل منقوصا منه الكلمتان اللتان أثبتهما من اللسان (٩٤: ١٨). وروايته فى اللسان: «تنام ويذهب … » على الخطاب. (٥) البيت من معلقته. انظر التبريزى ٢٤١. (٦) يقال بلت من بابى نصر وتعب، وأبلت أيضا. (٧) صدره كما فى المفضليات (١٠٧: ١) واللسان (٣١٥: ٢). * كأن لها فى الأرض نسياً تقصه *.