الشين والزاء والراء أصلٌ صحيح مُنْقاس، يدلُّ على انفتالٍ (١) فى الشئ عن الطريقة المستقيمة. من ذلك قولُهم: نظر إليه شَزْراً، إذا نظر بمُؤْخِر عينِه متبغِّضاً. والطَّعنُ الشَّزْر: الذى ليس بسَحِيج الطّريقة. والحبل المَشْزُور: المفتول مما بلى اليَسار. فأمّا أبو عبيد فقال: طَحَنَ بالرَّحَى شَزْرا، إذا ذهَبَ بيدِه عن يمينه؛ وبَتّا (٢)؛ إذا ذهب عن شِماله.
[باب الشين والسين وما يثلثهما]
[شسع]
الشين والسين والعين يدلُّ على أمرين: الأوَّل قلّةٌ والآخَر بُعد.
فالأوّل: قولُ العرب: له شسْعٌ من المال، أى قليل. ولعل شِسْعَ النَّعل من ذلك، لقلَّته. يقال شَسَّعْتُ النّعلَ.
والآخَر: الشاسع: البعيد. وقد شَسَعت الدّارُ. وذكر ابن دريد كلمةً إن صحَّتْ فهو من القياس. قال: يقال شَسِع [الفرس (٣)]، إذا كان بين ثناياه انفراج.
[شسف]
الشين والسين والفاء يدلُّ على قَحَل ويُبْس يقال للشئ القاحل شاسف، وقد شَسَف يشْسِف. ولحمٌ شسيفٌ: قد كاد يَيْبَس.
(١) الانفتال: الانصراف. وفى الأصل: «القتال»، تحريف. (٢) فى الأصل: «تبا»، صوابه بتقديم الباء كما فى المجمل واللسان (بتت). (٣) التكملة من المجمل وجمهرة ابن دريد (٢٣: ٣).