ويقال طلعت الشَّمسُ فى خِرْشَاءَ، أى فى غَبَرَة. وألقَى الرّجُل خَراشِىَّ.
صدرِه، أى بُصاقاً خاثِراً. فهذا هو الأصل.
فأمّا قولهم كلبُ خِرَاشٍ، فهو عندنا من باب الإبدال، قال الراجز:
كأنّ طُبْيَيْهَا إذا ما دَرَّا … كَلْبَا خِرَاشٍ خُورِشا فَهَرَّا
ويجوز أن يكون من خَرَشْتُ الشئَ، إذا خدشْتَه؛ وهو من الأوّل، كأنّه إذا خُرِش نَفَر ورَبَا وتخرّق. فأمّا قولهم اخترشت الشئَ، إذا كسَبْته، فهو عندنا أيضاً من باب الإبدال، إنّما هو افترش. وقد ذُكِر فى بابه. وكان ابنُ الأعرابىّ يقول: اختَرَش كَسَبَ. وكان يروى كلاماً تلك (٢): «رُبَّ ثَدْىٍ افترش، ونهِب اخْتَرَش، وضبٍّ احتَرَش». وغيره يَروِى:«ونهبٍ اقترش». والخِراش:
سِمَةٌ خفيفة. والخَرَشة: ضربٌ من الذُّباب، ولعلّه مِنْ بعض ما مضى ذكرُه.
(١) البيت فى المجمل واللسان (خرش). (٢) كذا وردت هذه الكلمة. وفى المجمل: «وفى كلام بعضهم: رب ثدى افترشته، ونهب اخترشته، وضب احترشته».