للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* إلى جَنْب الشَّريعة كارزُ (١) *

وكارَزَ [عن (٢)] فلانٍ، إذا فرّ عنه واختبأ منه. وأمَّا الكُرْز فهو الجُوَالِق؛ وسمِّي بذلك لأنّه يُخْبأ فيه الشيء. وقول رؤبة:

* كَالكُرَّزِ المربوطِ بينَ الأوتادْ (٣) *

فهذا فارسيٌّ معرب. يقولون: الكُرَّز: البازِي في سنته الثانية. والكَرَّاز:

كبشٌ يعلِّق عليه الراعي كُرْزَه، وهو شيءٌ له كالجُوَالِق. فأمَّا الكَرِيز (٤) وهو الأَقِط، فليس من الباب، لأنه من الإبدال والأصل فيه الصاد.

[كرس]

الكاف والراء والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على تلبُّدِ شيءٍ فوقَ شيء وتجمُّعه. فالكِرْس: ما تلبَّدَ من الأبعار والأبوال في الدِّيار. واشتقت الكُرَّاسَة من هذا، لأنَّها ورقٌ بعضُه فوقَ بعض (٥). وقال:

يا صاحِ هل تعرفُ رسماً مُكْرَسَا … قال نَعَم أعرفُه، وأَبْلَسَا (٦)

والكَرَوَّس: العظيم الرَّأس، وهو من هذا كأنه شيء كُرِّس، أي جُمِع


(١) كذا فى الأصل والمجمل. وهو للشماخ فى ديوانه ٥٠ واللسان (كرز). وروايته فيهما:
فلما رأين الماء قد حال دونه … ذعاف لدى جنب الشريعة كارز.
(٢) تكملة يقتضيها الكلام. وفى اللسان: «ويقال كارزت عن فلان، إذا فررت منه وعاجزته».
(٣) ديوان رؤبة ٣٨ واللسان (كرز) والمعرب للجواليقى ٢٨٠ والجمهرة (٣٢٥: ٢).
(٤) فى الأصل: «الكرزين»، صوابه فى المجمل واللسان.
(٥) شاهده قول الكميت: فى اللسان (كرس، جوز).
حتى كأن عراص الدار أردية … من التجايز أو كراس أسفار
جمع سفر بالكسر، وهو الكتاب. والكراس: جمع كراسة.
(٦) للعجاج فى ديوانه ٣١ واللسان (كرس).