وكارَزَ [عن (٢)] فلانٍ، إذا فرّ عنه واختبأ منه. وأمَّا الكُرْز فهو الجُوَالِق؛ وسمِّي بذلك لأنّه يُخْبأ فيه الشيء. وقول رؤبة:
* كَالكُرَّزِ المربوطِ بينَ الأوتادْ (٣) *
فهذا فارسيٌّ معرب. يقولون: الكُرَّز: البازِي في سنته الثانية. والكَرَّاز:
كبشٌ يعلِّق عليه الراعي كُرْزَه، وهو شيءٌ له كالجُوَالِق. فأمَّا الكَرِيز (٤) وهو الأَقِط، فليس من الباب، لأنه من الإبدال والأصل فيه الصاد.
[كرس]
الكاف والراء والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على تلبُّدِ شيءٍ فوقَ شيء وتجمُّعه. فالكِرْس: ما تلبَّدَ من الأبعار والأبوال في الدِّيار. واشتقت الكُرَّاسَة من هذا، لأنَّها ورقٌ بعضُه فوقَ بعض (٥). وقال:
يا صاحِ هل تعرفُ رسماً مُكْرَسَا … قال نَعَم أعرفُه، وأَبْلَسَا (٦)
والكَرَوَّس: العظيم الرَّأس، وهو من هذا كأنه شيء كُرِّس، أي جُمِع
(١) كذا فى الأصل والمجمل. وهو للشماخ فى ديوانه ٥٠ واللسان (كرز). وروايته فيهما: فلما رأين الماء قد حال دونه … ذعاف لدى جنب الشريعة كارز. (٢) تكملة يقتضيها الكلام. وفى اللسان: «ويقال كارزت عن فلان، إذا فررت منه وعاجزته». (٣) ديوان رؤبة ٣٨ واللسان (كرز) والمعرب للجواليقى ٢٨٠ والجمهرة (٣٢٥: ٢). (٤) فى الأصل: «الكرزين»، صوابه فى المجمل واللسان. (٥) شاهده قول الكميت: فى اللسان (كرس، جوز). حتى كأن عراص الدار أردية … من التجايز أو كراس أسفار جمع سفر بالكسر، وهو الكتاب. والكراس: جمع كراسة. (٦) للعجاج فى ديوانه ٣١ واللسان (كرس).