فتَدليَّتُ عليه قافلاً … وعلى الأرض غياياتُ الطَّفَلْ (١)
[غب]
الغين والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على زمانٍ وفَترةٍ فيه. من ذلك الغِبُّ، هو أن تَرِدَ الإبلُ يوماً وتدع يوما. والمغبَّبة: الشاة تُحلَب يوما وتُتركُ يوماً. وأغبَبْتُ الزِّيارة من الغِبِّ أيضاً. ومنه أيضاً قولُهم: غبَّبَ فى الأمر إذا لم يُبالِغْ فيه، كأنَّه زِيدَتْ (٢) فترة أوقَعَها فيه.
ومن الباب قولهم:«رُوَيْدَ الشَّعْرِ يَغُبّ»، وذلك أن يُتركَ إنشادُه حتَّى يأتىَ عليه وقت. ويقولون: غَبَّ الأمرُ، إذا بلغ آخِرَه (٣). ولحمٌ غابٌّ، إذا لم يُؤكَلْ لوَقْتِه، بل تُرِك وقتاً وفَتْرةً.
[غت]
الغين والتاء ليس بشئ، إنّما هو إبدال تاء من طاء. تقول:
غَطَطْتُه وغَتَتُّه. ومنه شئٌ يجرِى مَجرى الحِكاية. يقال غَتَّ فى الضَّحِك، إذا ضَحِكَ فى خفاءٍ. وغَتَّ: أتْبَعَ القولَ القولَ، أو الشُّربَ الشُّرب.
[غث]
الغين والثاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فَسادٍ فى الشَّئ. من ذلك قولُهم: لبِسْتُ فلاناً على غَثيثةٍ فيه، أى فَسادِ عقلٍ ورأى. والغَثيثةَ: المِدَّة فى الجُرح. ومن ذلك اللَّحم الغَثُّ: ليس بالسّمين. ويقولون: أغَثَّ الحَدِيثُ، أى صار غثَّا فاسداً. قال:
خَوْدُ بُغِثُّ الحديثُ ما صمَمَتَتْ … وهو بفيها ذو لَذةٍ طَرِفُ (٤)
(١) سبق البيت فى (أبى، طفل)، وروى فى الموضع الأول: «وتاتيت». (٢) فى الأصل: «أربدت». (٣) فى اللسان: «صار إلى آخره». (٤) لقيس بن الخطيم فى ديوانه ١٧ ليبسك.