لكن الدَّرَقَة معروفة، والجمع دَرَق وأدْراق. قال رؤبة:
* لو صَفَّ أدْرَاقاً مَضَى من الدّرَقْ (٢) *
والدَّرْدَق: صِغار الإبل، وأطفالُ الوِلْدان.
[درك]
الدال والراء والكاف أصلٌ واحد، وهو لُحوق الشّئ بالشئ ووُصوله إليه. يقال أدْرَكْتُ * الشّئَ أُدْرِكُه إدراكاً. ويقال فرس دَرَكُ الطريدةِ، إذا كانت لا تَفوتُه طريدة. ويقال أدرك الغلامُ والجارية، إذا بلَغَا. وتدارَكَ القومُ: لَحِق آخرُهم أوّلَهم. وتدارَكَ الثَّرَيَانِ، إذا أدرك الثَّرَى الثانى المَطَرَ الأوّل. فأمَّا قوله تعالى: ﴿بَلِ اِدّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ﴾ فهو من هذا؛ لأنَّ عِلْمَهم أدركَهم فى الآخرة حين لم ينفَعْهم.
والدّرَك: القطعة من الحَبْل تُشَدُّ فى طَرَف الرّشاء إلى عَرْقُوَة الدَّلو؛ لئلاَّ يأكلَ الماءُ الرِّشاء. وهو وإن كان لهذا فبِهِ تُدرَك الدَّلْو (٣).
ومن ذلك الدَّرَك، وهى منازِل أهل النار. وذلك أن الجنة [درجاتٌ، والنَّار (٤)] دركات. قال اللّه تعالى: ﴿إِنَّ اَلْمُنافِقِينَ فِي اَلدَّرْكِ اَلْأَسْفَلِ مِنَ اَلنّارِ﴾، وهى منازلُهم التى يُدْرِكونها ويَلْحَقُون بها. نعوذُ باللّه منها!
(١) للقطامى فى ديوانه ٤٢ برواية: «أمام الركب». وصدره: * قطعت بذات ألواح تراها *. (٢) ديوان رؤبة ١٠٨. (٣) فى الأصل: «فيه تدرك الدلو». (٤) تكملة ضرورية. وفى المحمل: «والنار دركات والجنة درجات».