للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشَّهيق ردُّ النّفَس، والزّفير إخراج النّفَس. والأصل فى ذلك ما ذكرناه.

وقال بعضهم: فلان ذو شاهقٍ، إذا اشتدَّ غضبُه. ولعلَّه أن * يكون مع ذلك صوت.

[شهل]

الشين والهاء واللام أصلٌ فى بعض الألوان، وهى الشُّهْلة فى العين، وذلك أن يُشوبَ سوادَها زُرْقة.

ومما ليس من هذا الباب: امرأةٌ شهلة، قالوا: هى النَّصَف العاقلة. قالوا:

وذلك اسمٌ لها خاصّةً، لا يوصَف به الرجل. كذا قال أهل اللُّغة. فأمَّا العرب فقد سمَّت بشَهْل، وهو الفِند الزِّمَّانىّ، يقال إنّ اسمَه شَهْل بن شيبان.

ومما شذَّ أيضا: المشاهَلة: المُشاَرَّة، وأظنُّ الشين مبدلةً من جيم. وكذلك قولهم للحاجَةِ: شهلاء، وهو من باب الإبدال، والأصل الكاف: الشَّكْلاء.

[شهم]

الشين والهاء والميم أصلٌ يدلُّ على ذَكاء. يقال من ذلك:

رجل شَهْم. وربَّما قالوا للمذعور: مَشهوم، وهو قياسٌ صحيح لأنَّه إذا تفزَّعَ بَدَا ذكاء قلبِه (١). ويقولون: إِنَّ الشَّهامَ السِّعلاة. فإنْ صحَّ هذا فهو أيضاً من الذكاء. والشَّيهم: القنفذ؛ وليس ببعيدٍ أن يكون من قياس الباب. وفيه يقول الأعشى:

لَئِنْ جَدّ أسبابُ العداوةِ بيننا … لترتَحِلَنْ منِّى على ظهر شَبهمِ (٢)

واللّه أعلم.


(١) فى الأصل: «إذا تفرع ذكاء قلبه».
(٢) ديوان الأعشى ٩٥ واللسان (شهم).