وإنْ صحَّ هذا فهو شاذٌّ، وإن كان على القياس فإنما أراد به الشّاعِرُ القَسقاس (٢)، وما أدرى ما الجُوعُ ها هنا. وأمّا قولهم. دِرهمٌ قَسِىٌّ، أى ردئ، فقال قومٌ:
هو إعراب قاس (٣)، وهى فارسيَّة. والثِّياب القَسِّيَّة يقال إنَّها ثيابٌ يؤتى [بها] من اليَمَن. ويقولون: قَسْقَسْتُ (٤) بالكلب: صحتُ به (٥).
[قش]
القاف والشين كلماتٌ على غير قياس. فالقَشُّ: القشْر (٦).
يقال تقشقش الشَّئ، إذا تقشَّر. وكان يقال لسورتى: ﴿قُلْ يا أَيُّهَا اَلْكافِرُونَ﴾ و ﴿قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ﴾: المقَشْقِشَتان، لأنَّهما يُخرِجان قارئهما مؤمناً بهما من الكُفْر.
ومما ليس من هذا الجِنْس: القِشَّة: القِرْدَة، والصَّبِيَّة الصغيرة. ويقولون:
التَّقشقُش: تطلّب الأكلِ من هاهنا وهنا، وهذا إنْ صحَّ فلعلّه من باب الإبدالْ والأصلُ فيه السين، وقد مضى ذكره. ويقال: قَشَّ القَوْمُ: إذا أحْيَوْا بعدَ هُزَال.
(١) وكذا ورد إنشاده فى المجمل. والبيت لأبى جهيمة الذهلى، كما فى اللسان (قسس). وصواب إنشاده: «يينهن قفاف»، كما نص ابن برى. وبعده: فأطعمته حتى غدا وكانه … أسير يدانى منكبيه كتاف. (٢) كذا ولعله يريد «القرب القسقاس». (٣) فى المعرب للجواليقى ٢٥٧: «قاش»، وفى اللسان: «قاشى». (٤) فى الأصل، «قسست» صوابه فى المجمل واللسان والقاموس. (٥) زاد فى اللسان: «وقلت له: قُوس قُوس». (٦) كذا. ولعل صوابها: «فالتقشقش: التقشر».