فأمَّا السَّائِفَة من الأرض فمن هذه أيضاً، لأنَّه الرَّمل الذى يميل فى الجَلَد ويمتدُّ معها. قالوا: وهو الذى يقال له العَدَاب (٢). قال أبو زِياد: السَّائِفَة (٣) من الرّمل ألينُ ما يكون منه. والأوَّل أصحّ. وهو قول النّضر؛ لأنّه أقيس وأشْبَه بالأصل الذى ذكرناه. وكلُّ ما كان من اللُّغة أقيَسَ فهو أصحُّ. وجمع السائفة سَوَائِف. قال ذو الرمة:
تَبَسَّمُ عن ألْمَى اللِّثاتِ كأنَّه … ذُرَى أُقْحُوانٍ من أقاحِى السَّوَائِفِ (٤)
وقال أيضاً:
كأنَّها … بسائفةٍ قفرٍ ظهورُ الأراقمِ (٥)
فأمّا قولهم أسَفْتُ الخَرْزَ، إذا خرمْتَه، فقد يجوزُ أن يكون شاذا عن هذا الأصل، ويجوز أن يكونَ من ذوات الواو وتكون من السُّواف، وقد مضى ذِكره.
السين والياء واللام أصلٌ واحد يدلُّ على جريانٍ وامتدادٍ.
(١) البيت من أبيات فى اللسان (سيف). (٢) العداب، بالدال المهملة. وفى الأصل: «العذاب»، تحريف. (٣) أوردها اللسان فى مادة (سوف). (٤) ديوان ذى الرمة ٢٧٩ واللسان (سوف) برواية: «تبسم عن». (٥) البيت بتمامه كما فى ديوان ذى الرمة ٦١٣: وهل يرجع التسليم ربع كأنه … بسائفة قفر ظهور الأراقم. (٦) البيت فى اللسان (سوف ٦٧).