للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمّا الأصل الثانى فقولهم: عَجَفْتُ * نفسِى عن الطعام أعجفِها عَجْفاً، إذا حبستَ نفسَك عنه وهى تشتهيه. وعَجَفْت غيرِى قليلٌ. [قال]:

لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصيفُ … ولا تُمَيْراتٌ ولا تعجيفُ (١)

ويقال: عَجَفْت نفسى على المَريض أعْجِفها، إذا صَبَرْتَ عليه ومرَّضْتَه.

[قال]:

إنِّى وإنْ عيَّرتنِى نُحولِى (٢) … لَأَعجِفُ النَّفسَ على خليلى

أَعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنويلِ (٣)

[عجل]

العين والجيم واللام أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على الإسراع، والآخر على بعض الحيَوان.

فالأوّل: العَجَلة فى الأمر، يقال: هو عَجِلٌ وعَجُل، لغتان. قال ذو الرّمة:

كأنَّ رِجلَيه رِجلَا مُقْطِفٍ عَجِلُ … إذا تَجَاوَبَ من بُرْدَيه ترنيمُ (٤)

واستعجلتُ فلاناً: حثثته. وعَجِلْتُه: سبَقْته. قال اللّه تعالى: ﴿أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ﴾. والعُجَالَة: ما تُعَجِّلُ من شئ. ويقال: «عُجَالة الرَّاكبِ تمرٌ وسَويق». وذكر عن الخليل أنَّ العَجَل: ما استُعجِل به طعامٍ فقُدِّم قبل إدراك الغِذاء. وأنشد:


(١) الرجز لسلمة بن الأكوع، كما فى اللسان (عجف، نصف، خرف، قرص، صرف).
(٢) بعد هذا الشطر فى اللسان (عجف):
أو ازدريت عظمى وطولى.
(٣) فى الأصل: «وبالتنزيل»، صوابه فى اللسان. وأراد أعرض الود، فزاد الباء.
(٤) ديوان ذى الرمة ٥٨٧ واللسان (قطف، برد).