قال أبو زياد:[و] أبو فقعس: الباعجة الرُّحَيْبَة الصغيرة بَعَجَتِ الوادِىَ من أحَدِ جانبَيْه؛ وهى مِنْ مَنابت النَّصىّ. ويقال الباعِجة آخرُ الرَّمل، مكانٌ بين السَّهل والحَزْن رُبما كان مرتفِعاً وربما كان مُنْحَدِراً. قال النَّضر: الباعجة مكان مطمئنٌّ من الرِّمال كهيئة الغائط، أرض مَدْكوكة لا أسناد لها، تُنبت الرِّمْث والحَمْضَ * وأطايب العُشْب.
وكلُّ ما تَرَكْنَاهُ من هذا الجِنْس كنَحو ما ذَكرناه (٢). وباعِجة القِرْدان مَوضِعٌ فى قول أوس:
﴿كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ﴾ أى هَلَكَت. وقياسُ ذلك واحدٌ. والأباعد خلاف الأقارب.
قال:
إذا أنْتَ لم تَعْرُكْ بِجَنْبِكَ بَعْضَ ما … يُريب مِنْ الأدْنَى رَمَاكَ الأباعدُ
وتقول: تَنَحَّ غير باعِدٍ، أى غيرَ صاغر. وتَنَحَّ غير بَعيدٍ أى كُنْ قريباً وأمَّا الآخَرُ فقولك جاء مِنْ بَعْدُ، كما تقولُ فى خلافِهِ: مِنْ قَبْلُ.
(١) هو فى صفة فرس. والنصى: نبت سبط أبيض ناعم من أفضل المرعى. وفى الأصل «نضى» تحريف. وصدر البيت كما فى اللسان (٣٦: ٣): * فأنى له بالصيف ظل بارد *. (٢) فى الأصل: «ما ذكرناه وهو». (٣) صدره كما فى ديوان أوس بن حجر ٢٦ واللسان (٣٦: ٣): * وبعد ليالينا بنعف سويقة *.