فالأوَّل قولُهم: هدَيتُه الطَّريق هِدايةً، أى تقدّمتُه لأرشدَه. وكلُّ متقدِّمٍ لذلك هادٍ. قال:
إذا كان هادى الفتَى فى البلا … دِ صدر القَناةِ أطاعَ * الأميرا (٤)
وينشعب هذا فيقال: الهُدَى: خِلافُ الضَّلالة. تقول: هَدَيته هُدًى.
ويقال أقبلَتْ هَوادِى الخيل، أى أعناقها، ويقال هاديها: أوّلُ رَعِيل منها، لأنّه المتقدِّم. والهادِيَةُ: العصا، لأنَّها تتقدَّم مُمِسكَها كأنَّها تُرشِده.
ومن الباب قولهم: نَظَر فلانٌ هَدْىَ أمرهِ أى جِهتَه، وما أحسَنَ هِدْيَتَه، أى هَدْيَه. ويقولون: جاء فلان يُهادِى بين اثنَين (٥)، إذا كان يمشى بينهما معتمداً عليهما. ورَمَيْتُ بسهمٍ ثمَّ رميتُ بآخَرَ هُدَيَّاه، أى قَصْدَه.
(١) البيت لأبى الغول الطهوى، كما فى الحماسة (٩: ١). (٢) فى الأصل: «أن ترقد». وفى المجمل: «أن ينام». (٣) اللطف، بالتحريك: التحفة والهدية. وكلمة «بعثة» مهملة القط فى الأصل، وهى المرة من البعث. (٤) للأعشى فى ديوانه ٦٩ واللسان (هدى). (٥) فى الأصل: «تهادى من اثنين»، صوابه فى المجمل.