سَفَرَتْ فقلت لها هَجٍ فتبرقَعَتْ … فذَكَرتُ حين تبرقَعَت ضَبّارا (٢)
وضَبَّار: كَلْب. وهَجِيجْ النَّار: أجِيجُها. فأمَّا قولهم: ماء هُجَهِجٌ.
لا عذب ولا ملح، فمن الإبدال، وقد ذكر فى الهاء والزّاء.
[هد]
الهاء والدال: أصلٌ صحيح يدلُّ على كَسْر وهَضْم وهدم.
وهَدَدْتُه هَدَّا: هَدَمتُه. ويرجع الباب كلُّه إلى هذا القياس. فالهَدُّ من الرِّجال:
الضَّعيف، كأنَّه هُدَّ. ورجال هَدُّونَ. وقد خُولف الأصمعىّ (٣) فخبّرنى علىُّ ابن إبراهيم القَطّان، عن ثعلبٍ عن ابن الأعرابى، وعن عمرو بن أبى عمرٍ وعن أبيه قالا (٤): الهَدُّ من الرِّجال: الجواد الكريم، والجِبانُ هِدٌّ بالكسر (٥). وأنشدوا:
ليسوا بِهَدِّينَ فى الحروب إذا … تُعقدُ فوق الحَراقِفِ النُّطُقُ (٦)
فإن كان كذا فالجبان هِدٌّ. أى مهدود، كذِبْحٍ للمذبوح. والهَد: الكريم الهادُّ لِمَالِه.
ومما يجرى مجرى الأصوات الهَدَّة: صوتُ وقع الحائط. والهُدْهُد معروف.
(١) يقال بسكون الجيم. وكسرها مع التنوين، ويقال أيضا هجاهجا بدون تنوين، وهجى بدون تنوين. (٢) البيت للحارث بن الخزرج الخفاجى، كما فى تاج العروس وانظر الحيوان (٢/ ٢٥٩: ١: ٢١). (٣) فى المجمل: «وقد خولف الأصمعى فى هذه». (٤) فى الأصل: «قال»، وأثبت ما فى المجمل. (٥) وقيل هو بالفتح ولا يكسر. (٦) للعباس بن عبد المطلب، كما فى اللسان (هدد).