وقولهم: هو فصيح اللَّهجة (٢) واللَّهَجَة: اللِّسانِ، بما ينطق به من الكلام.
وسمِّيت لهجةً لأنّ كلاًّ يلهَجُ بلُغتِه وكلامه.
والأصل الآخَر قولُهم: لَهْوَجْتُ عليه أمرَه، إذا خلطتَه. وأصلُه من اللَّبَن المُلْهَاجِّ، وهو الخاثر الذي يكادُ يَرُوب. ويقولون: أمْرُهُم مُلْهاجٌّ. ومن الباب:
لَهْوَجْتُ اللّحمَ، إذا لم تُنضِجْه شيئاً، فكأنّه مختلِطٌ بين النِّىِّ والنَّضيج. فأمّا قولهم: لَهَّجْتُ القومَ، مثل لَهَّنْتُهم، فممكنٌ أن يكون من الإبدال، كأنَّ الجيمَ بدلٌ من النُّون.
[لهد]
اللام والهاء والدال أصلٌ صحيح، يدلُّ على إذلال ومُطامَنَة، من ذلك لَهَّدْتُ الرّجُل، إذا دفَّعْتَه، فهو مُلَهَّدٌ ذَليل. واللّهِيدُ: البعير يُصِيب جنبه الْحِمْلُ الثَّقيل. وألهَدْت الرّجُلَ، إذا أمسكتَه وخلَّيتَ عليه آخَرَ يقاتُله.
وألْهَدْتُ بالرّجُل: أزْرَيتُ به.
(١) البيت للشماخ فى ديوانه ١٤ واللسان (لهج) والمخصص (٤١: ٧). ورواية الديوان: «خلا فارتعى الوسمى». (٢) فى الأصل: «اللهج»، صوابه من اللسان والقاموس. وفى القاموس: «اللهجة ويحرك: اللسان». واقتصر فى المجمل على «اللهجة» بسكون الهاء.