غابَ فلانٌ ثم هبّ. ويقولون: هبَّ يفعلُ كذا، كما يقال: طَفِق يفعل. وهزَزْتُ السَّيف فهبّ هبّة. وهَبَّته: هِزَّته ومَضاؤه فى ضريبته. وسيفٌ ذو هَبَّة. وهبَّ البعيرُ فى السَّير: نَشِط، هِباباً. قال لبيد:
فلها هِبَابٌ فى الزِّمام كأنّها … صهباءُ راحَ مع الجنوبِ جَهامُها (١)
وهبَّ التَّيس للسِّفاد هَبِيباً، واهتبَّ، وهو مِهْبابٌ. وهَبْهَبْتُ به: دعوتُه ليَنْزُوَ. ويقال الهَبهَبِىُّ: الرَّاعى؛ والفتَى السَّرِيعُ فى الخدمة هَبهبىّ. ويقولون:
عِشْنا بذاك هِبَةَّ من الدَّهر، أى سَنَةً وَوَقْتاً هَبَّ لنا.
والباب الآخر تهبَّبَ الثوبُ: بَلِىَ. ويقال لقِطَع الثَّوب: هِبَبٌ. وهَبْهَبَ السَّرابُ: تَرَقرَق. والهَبْهَاب: السَّراب. وما أقرَبَ هذا من الأوّل. وممّا يُشكِل عندى معناه قولُهم: هَبْهُ فعلَ كذا، وهَبْنى فَعَلْته، وظننتُ أنَّ هذا من باب وهب لأنَّ اللفظة على هذا تدلّ، وهو على ذلك مُشكِل. ويقولون للخيل: هَبِى، أى أقبِلِى (٢). وهذه حكايةُ صوت.
[هت]
الهاء والتاء يدلُّ على حكايةِ صوت، ليست فيه لغةٌ أصليّة.
(١) البيت من معلفته المشهورة. (٢) فى اللسان: «وهى: زجر للفرس، أى توسعى وتباعدى». (٣) كلمة «عصر» موضعها بياض فى المجمل. وفى اللسان: «والهت: شبه العصر للصوت».