للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على كالخَنِيفِ السَّحقِ يدعو به الصَّدى … له قُلُبٌ عاديَّةٌ وكِرارُ (١)

ومن الباب الكِركِرة: رَحَى زَوْرِ البعير. والكِركِرة: الجماعةُ من النّاس.

والكَركرة: تصريف الرِّياحِ السَّحابَ وجمعُها إيّاه بعدَ تفرُّق. فأمَّا قولُ النَّابغة:

عُلِينَ بكِدْيَوْن وأُبْطِنَّ كُرَّة … فهنَّ إضاءٌ ضَافياتُ الغلائلِ (٢)

فأظُنُّه فارسيا قد ضمّنَه شِعْرَه، وقد يفعلون هذا. ويقولون أن الكُرَّة: رَماد تُجلَى به الدُّروع، ويقال هو فُتَات البَعْر. وربَّما قالوا: كَركرتُه عن الشَّيء:

حبَسْته. وإنَّما المعنى أنَّك رددته ولم تَقضِ حاجتَه أوّلَ وهلة. وكركرتُ بالدَّجاجة:

صحتُ بها، وذلك لأنَّك تردِّد الصِّياح بها. ويقولون الكَرِك (٣): الأحمق أو الأحمر. وهو كلام.

[كز]

الكاف والزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على قَبضٍ وتقبُّض. من ذلك الكَزازة: الانقباض واليُبْس. رجلٌ كَزٌّ، أي بخيل (٤). ويقال: كَزَزْتُ الشَّيءَ، إذا ضيَّقَته، فهو مكزوز. والكُزَاز: داءٌ يأخذُه من شِدَّة البَرْد. وأحسبه من تقبُّض الأطراف. وبَكرة كزة، أي قصيرة (٥).


(١) البيت ملفق من بيتين، أحدهما فى اللسان (خنف)، وسبق أيضا فى (خنف) وهو:
على كالخنيف السحق يدعو به الصدى … له قلب عفى الحياض أجون
والآخر لكثير، وأنشده فى اللسان (كرر). وعجزه فى إصلاح المنطق ١٠٤، ١٤٥ وهو:
ومادام غيث من تهامة طيب … به قلب عادية وكرار.
(٢) ديوان النابغة ٦٤ واللسان (كدن، كرر، أيضا). ويروى: «وأشعرن»، ويروى: «صاقيات» بالصاد المهملة.
(٣) كذا أورد هذه الكلمة فى غير مادتها، وصنع كذلك فى المجمل، وحقها مادة (كرك).
(٤) فى الأصل: «أى فعيل».
(٥) فى المجمل: «وبكرة كزة: شديدة الصرير. وفرس كزة: قصيرة».