ولمَّاعةٍ ما بِها من عَلَامٍ … ولا أَمَراتٍ ولا نِهْىِ ماء (١)
واللَّمَّاعة: العُقاب، لأنها تُلمِع بأجنحتها. فأمَّا قولهم: التمعتُ الشَّيءَ، إذا اختلستَه، فمحمولٌ على ما قلناه من الخفّة والسُّرعة. وكذلك ألْمَعَتْ به المنيَّةُ:
ذهبت به. والألمعىُّ: الرّجُل الذي يظُنُّ الظنَّ فلا يكادُ يَكْذِب. ومعنى ذلك أنَّ الغائبات عن عينه كالَّلامعة، فهو يراها. قال:
الألمعىُّ الذي يظنّ لَكَ الظ … نَّ كأنَّ قَدْ رأَى وقد سَمِعا (٢)
[لمق]
اللام والميم والقاف ثلاثُ كلماتٍ لا تنقاس ولا تتقارب. فالأوَّل اللَّمْسق، يقال لَمَقَه بيده، إذا ضربَه. والكلمة الثانية اللَّمْق، وهو المَحْو، يقال لَمَقَه، إذا محاه. قال يونس: سمعتُ أعرابيًّا يذكر مُصَدِّقاً لهم قال: «فَلَمَقَه * بعد ما نَمَقَه»، كأنَّه محا كتابًا قد كان كتبه. والكلمة الثالثة: اللَّمَاق، يقال:
ما ذُقت لَمَاقًا. قال:
كبرقٍ لَاحَ يُعجِبُ مَنْ رآهُ … وما يُغْني الحوائمَ من لَمَاقِ (٣)
[لمك]
اللام والميم والكاف كلمةٌ واحدة. يقال تَلمَّكَ الشَّيءَ، مثل تلمَّجَ، كأنَّه يتذوَّقُه. يقال: ما ذُقت لَمَاكًا، أي شيئا، كقولهم: ما ذقت لَمَاجًا، وأصله أن يلوِىَ البعير لَحْيَيه. قال:
فلمَّا رآنِي قد حَمَمتُ ارتحالَه … تَلَمَّكَ لو يُجدِي عليه التَّلمُّكْ (٤)
(١) العلام: جمع علامة. والأمرات: جمع أمرة، وهى العلم. (٢) البيت لأوس بن جحر فى ديوانه ١٣ واللسان (لمع). (٣) لنهشل بن حرى فى اللسان «لمق» وإصلاح المنطق ٤٣٢ برواية: «ولا يشفى». (٤) أنشده فى اللسان (حمم، لمك).