قال: تؤثِّل، أى تلزمنيه. قال ابنُ الأعرابيّ والأصمعيّ: تأثلت البئر حفرتها. قال أبو ذؤيب:
وقد أرْسَلُوا فُرَّاطَهُم فتأثَّلُوا … قَلِيباً سَفَاهَا كالإِماءِ القَواعِدِ (٢)
وهذا قياسُ الباب؛ لأنّ ذلك إخراج ما قد كان فيها مؤثَّلا.
[أثم]
الهمزة والثاء والميم تدلُّ على أصلٍ واحد، وهو البطء والتأخُّر. يقال ناقة آثِمةٌ أى متأخِّرة. قال الأعشى:
* إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرا (٣)
والإِثم مشتقٌّ من ذلك، لأنّ ذا الإِثمِ بطئٌ عن الخير متأخِّر عنه. قال الخليل: أثِمَ فلانٌ وقع في الإِثم، فإذا تَحَرَّج وكَفّ قيل تَأثّم كما يقال، حَرِجَ (٤) وقع فى الحَرج، وتحرّج تباعد عن الحَرَج. وقال أبو زيد: رجل أثيمٌ أثُومٌ. وذكر ناسٌ عن الأخفش - ولا أعلم كيف صحّتُه - أنّ الإِثم الخمر،
(١) اللسان (٩: ١٣). (٢) عنى بالقليب هاهنا القبر. سقاها: ترابها. وفى الأصل: « … أسقاها … » صوابه فى الديوان ١٢٢ واللسان (٩: ١٣). (٣) أنشده فى اللسان (أثم) وكذا فى (كذب) وقال: «وكذب البعير فى سيره، إذا ساء سيره». وصدره كما فى اللسان والديوان ص ٧٠: * جمالية تغتلى بالرداف *. (٤) فى الأصل: «تحرج»، صوابه من المجمل لابن فارس.